responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 249

و ما آنس من الأشياء، فلست بناس إطرادك الحسين بن علي من حرم رسول الله إلى حرم الله، و دسك إليه الرجال تغتاله، فأشخصته من حرم الله إلى الكوفة، فخرج منها خائفا يترقب، و قد كان أعز أهل البطحاء بالبطحاء قديما، و أعز أهلها بها حديثا، و أطوع أهل الحرمين بالحرمين لو تبوأ بها مقاما و استحل بها قتالا، و لكن كره أن يكون هو الذي يستحل حرمة البيت و حرمة رسول الله فأكبر من ذلك ما لم تكبر حيث دسست إليه الرجال فيها ليقاتل في الحرم و ما لم يكبر ابن الزبير حيث الحد بالبيت الحرام و عرضه للعائر و أراقل العالم، و أنت؟ لأنت المستحل فيما أظن بل لا شك فيه إنك للمحرف العريف، فإنك حلف نسوة، صاحب ملأه، فلما رأى سوء رأيك شخص إلى العراق، و لم يبتغك ضرابا، و كان أمر الله قدرا مقدورا. ثم إنك الكاتب إلى ابن مرجانة أن يستقبل حسينا بالرجال، و أمرته بمعاجلته، و ترك مطاولته، و الإلحاح عليه، حتى يقتله و من معه من بني عبد المطلب، أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس، و طهرهم تطهيرا، فنحن أولئك لسنا كآبائك الأجلاف الجفاة الأكباد الحمير. ثم طلب الحسين بن علي إليه الموادعة، و سألهم الرجعة، فاغتنمتم قلة أنصاره، و استئصال أهل بيته، فعدوتم عليهم، فقتلوهم كأنما قتلوا أهل بيت من الترك و الكفر، فلا شيء عندي أعجب من طلبك ودي و نصري، و قد قتلت بني أبي، و سيفك يقطر من دمي، و أنت آخذ ثاري، فإن يشأ الله لا يطل لديك دمي و لا تسبقني بثأري، و إن سبقتني به في الدنيا، فقبلنا ما قتل النبيون و آل النبيين و كان الله الموعد، و كفى به للمظلومين ناصرا، و من الظالمين منتقما. فلا يعجبنك أن ظفرت بنا اليوم، فو الله لنظفرن بك يوما. فأما ما ذكرت من وفائي، و ما زعمت من حقي، فإن يك ذلك كذلك، فقد و الله بايعت أباك، و إني لأعلم أن ابني عمي و جميع بني أبي أحق بهذا

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست