responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 244

يا دهر أف لك من خليل
ففهمت ما قال: و عرفت ما أراد، و خنقتني عبرتي، و رددت دمعي، و عرفت أن البلاء قد نزل بنا، فأما عمتي زينب، فإنها لما سمعت ما سمعت، و النساء من شأنهن الرقة و الجزع، لم تملك إن وثبت تجر ثوبها حاسرة، و هي تقول: و وا ثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة اليوم! ماتت فاطمة و علي و الحسن بن علي أخي، فنظر إليها فردد غصته، ثم قال: يا أختي اتقي الله، فإن الموت نازل لا محالة! فلطمت وجهها، و شقت جيبها، و خرت مغشيا عليها، و صاحت: وا ويلاه! و وا ثكلاه! فتقدم إليها، فصب على وجهها الماء، و قال لها: يا أختاه، تعزي بعزاء الله، فإن لي و لكل مسلم أسوة برسول الله، ثم قال: إني أقسم عليك، فأبرى قسمي، لا تشقي علي جيبا و لا تخمشي علي وجها، و لا تدعي علي بالويل و الثبور، ثم جاء بها حتى أجلسها عندي، فإني لمريض مدنف، و خرج إلى أصحابه. فلما كان من الغد خرج فكلم القوم، و عظم عليهم حقه، و ذكرهم الله عز و جل و رسوله، و سألهم أن يخلوا بينه و بين الرجوع، فأبوا إلا قتاله، أو أخذه حتى يأتوا به عبيد الله بن زياد، فجعل يكلم القوم بعد القوم و الرجل بعد الرجل، فيقولون: ما ندري ما تقول، فأقبل على أصحابه فقال: إن القوم ليسوا يقصدون غيري، و قد قضيتم ما عليكم فانصرفوا، فأنتم في حل. فقالوا: لا و الله، يا ابن رسول الله، حتى تكون أنفسنا قبل نفسك، فجزاهم الخير. و خرج زهير بن القين على فرس له فنادى: يا أهل الكوفة! نذار لكم من عذاب الله! نذار عباد الله! ولد فاطمة أحق بالود و النصر من ولد سمية، فإن لم تنصروهم، فلا تقاتلوهم. أيها الناس! إنه ما أصبح على ظهر الأرض

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست