responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 209

و طول الأمل. فأما طول الأمل فينسي الآخرة، و أما اتباع الهوى فيصد عن الحق. من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، له قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا، إن الله تعالى يقول: و عزتي و جلالي و جمالي و بهائي و علوي و ارتفاعي في مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت همه في الآخرة و غناءه في قلبه، و ضمنت السموات و الأرض رزقه، و أتته الدنيا و هي راغمة. و قال: حصر بالبلاء من عرف الناس، و من جهلهم عاش معهم. و قال: يأتي على الناس زمان لا يعز فيه إلا الماحل، و لا يستظرف إلا الفاجر، و لا يضعف إلا المنصف، يتخذون الفيء مغنما، و الصدقة مغرما، و العبادة استطالة على الناس، و صلة الرحم منا، و العلم متجرا، فعند ذلك يكون سلطان النساء و مشورة الإماء و إمارة الصبيان. و قال: لا تصلح الناس إمارة يعمل فيها المؤمن، و يستمتع فيها الكافر، و يبلغ فيها الكتاب الأجل. و غزا فقال لرجل: لئن جزعت إن الرحم ليستحق ذاك، و إن صبرت كأني بها مأجورا، و إلا صبرت كارها مأزورا. و قيل لعلي: كم بين السماء و الأرض؟ قال: دعوة مظلوم. و قيل له: كم مسافة الدنيا؟ فقال: مسير الشمس يوما إلى الليل. و قال يوم الجمل: الموت طالب حثيث لا يعجزه المقيم، و لا يفوته الهارب، أقدموا و لا تنكلوا ليس عن الموت محيص، إنكم إن لم تقتلوا تموتوا، و إن أشرف الموت القتل، و الذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش. و قال له رجل: أوصني. فقال: أوصيك بتقوى الله، و اجتناب الغضب، و ترك الأماني، و أن تحافظ على ساعتين من النهار: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، و من العصر إلى غروبها، و لا تفرح بما علمت، و لكن بما عملت فيها. و أتي برجل جنى جناية، فرأى ناسا يعدون خلفه، فقال: لا مرحبا بوجوه

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست