responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 205

مجزي به، فاصنع خيرا صنع الله بنا و بك خيرا، و أعلمني الصدق فيما صنعت، و السلام. قال: و قدم على علي أبو مريم القرشي المكي، كان صديقا له، فلما رآه قال: ما أقدمك يا أبا مريم؟ قال: و الله ما جئت في حاجة، و لكن عهدي بك قديم، فأحببت أن أراك، و لو اجتمع أهل الأرض عليك لأقمتم على الطريق. فقال: يا أبا مريم، و الله إني لصاحبك الذي تعلم، و لكن منيت بشرار خلق الله إلا من رحم الله، يدعونني فأبى عليهم ثم أجيبهم، فيتفرقون عني، و الدنيا محنة الصالحين، جعلنا الله و إياك منهم، و لو لا ما سمعت من حبيبي أنه يقول لضاق ذرعي غير هذا الضيق، سمعته يقول: الجهد و البلاء أسرع إلى من أحب الله و أحبني من السيل إلى مجاريه. و كتب أبو الأسود الدئلي، و كان خليفة عبد الله بن عباس بالبصرة، إلى علي يعلمه أن عبد الله أخذ من بيت المال عشرة آلاف درهم، فكتب إليه يأمره بردها، فامتنع، فكتب يقسم له بالله لتردنها، فلما ردها عبد الله بن عباس، أو رد أكثرها، كتب إليه علي: أما بعد، فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته، و يسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، فما أتاك من الدنيا فلا تكثر به فرحا، و ما فاتك منها فلا تكثر عليه جزعا، و اجعل همك لما بعد الموت، و السلام. فكان ابن عباس يقول: ما اتعظت بكلام قط اتعاظي بكلام أمير المؤمنين. و قال كميل بن زياد: و أخذ بيدي علي، فأخرجني إلى ناحية الجبانة، فلما أصحر تنفس الصعداء ثلاثا، ثم قال: يا كميل، إن القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، و متعلم على سبيل نجاة، و همج رعاع أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم، و لم يلجأوا إلى ركن وثيق. يا كميل! العلم خير من المال، العلم يحرسك، و أنت تحرس المال، و العلم حاكم، و المال محكوم عليه، مات خزان المال و هم

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست