responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 196

قد أصيب منه طرف، و إلى الرجل الصالح ابن عميش، فامنعوا حريمكم، و قاتلوا عدوكم. فردوا ردا ضعيفا، فقال: يا أهل العراق! وددت أن لي بكم بكل ثمانية منكم رجلا من أهل الشام، و ويل لهم قاتلوا مع تصبرهم على جور، ويحكم! اخرجوا معي، ثم فروا عني إن بدا لكم، فو الله إني لأرجو شهادة، و إنها لتدور على رأسي مع ما لي من الروح العظيم في ترك مداراتكم كما تداري البكار الغمرة، أو الثياب المتهتكة، كلما حيصت من جانب تهتكت من جانب فقام إليه حجر بن عدي الكندي فقال: يا أمير المؤمنين! لا قرب الله مني إلى الجنة من لا يحب قربك، عليك بعادة الله عندك، فإن الحق منصور، و الشهادة أفضل الرياحين، اندب معي الناس المناصحين، و كن لي فئة بكفايتك، و الله فئة الإنسان و أهله، إن الشيطان لا يفارق قلوب أكثر الناس حتى تفارق أرواحهم أبدانهم، فتهلل و أثنى على حجر جميلا، و قال: لا حرمك الله الشهادة، فإني أعلم أنك من رجالها. و جلس علي في المسجد فندب الناس، و انتدب أربعة آلاف، فسار بهم في طلب القوم، و أغذ المسير حتى لقيهم بتدمر من عمل حمص، فقاتلهم فهزمهم، حتى انتهوا إلى الضحاك، و حجز بينهم الليل، فأدلج الضحاك على وجهه منصرفا، و شن حجر بن عدي و من معه الغارة في تلك البلاد يومين و ليلتين، ثم أغار سفيان بن عوف على الأنبار، فقتل أشرس بن حسان البكري، فاتبعه علي سعيد بن قيس، فلما أحس به انصرف موليا، و تبعه سعيد إلى عانات، فلم يلحقه. و بعث معاوية عبد الله بن مسعدة بن حذيفة بن بدر الفزاري في جريدة خيل، و أمره أن يقصد المدينة و مكة، فسار في ألف و سبعمائة، فلما أتى عليا الخبر وجه المسيب بن نجبة الفزاري، فقال له: يا مسيب! إنك ممن أثق بصلاحه و بأسه و نصيحته، فتوجه إلى هؤلاء القوم و أثر فيهم، و إن كانوا قومك. فقال له المسيب: يا أمير المؤمنين! إن من سعادتي أن كنت من ثقاتك، فخرج

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست