responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 193

غني عن العالمين' أ فرأيتم هذا البيت، لو لم يحجج إليه أحد كان البيت يكفر، إن هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلا كفر، و أنتم كفرتم بترككم إياي لا أنا كفرت بتركي لكم. فرجع يومئذ من الخوارج ألفان، و أقام أربعة آلاف، و التحمت الحرب بينهم مع زوال الشمس، فأقامت مقدار ساعتين من النهار، فقتلوا من عند آخرهم، و قتل ذو الثدية، و لم يفلت من القوم إلا أقل من عشرة، و لم يقتل من أصحاب علي إلا أقل من عشرة، و كانت وقعة النهروان سنة 39. و لما قدم علي الكوفة قام خطيبا فقال: بعد حمد الله و الثناء عليه و التذكير لنعمه و الصلاة على محمد و ذكره بما فضله الله به، أما بعد أيها الناس! فأنا فقأت عين الفتنة، و لم يكن ليجترئ عليها أحد غيري، و لو لم أكن فيكم ما قوتل الناكثون، و لا القاسطون، و لا المارقون، ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فإني عن قليل مقتول، فما يحبس أشقاها أن يخضبها بدم أعلاها، فو الذي فلق البحر و برأ النسمة لا تسألوني عن شيء فيما بينكم و بين الساعة، و لا عن فتنة تضل مائة أو تهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقها و قائدها و سائقها إلى يوم القيامة. إن القرآن لا يعلم علمه إلا من ذاق طعمه، و علم بالعلم جهله، و أبصر عمله، و استمع صممه و أدرك به مأواه، و حي به إن مات، فأدرك به الرضا من الله، فاطلبوا ذلك عند أهله، فإنهم في بيت الحياة، و مستقر القرآن، و منزل الملائكة، و أهل العلم الذين يخبركم عملهم عن علمهم و ظاهرهم عن باطنهم هم الذين لا يخالفون الحق، و لا يختلفون فيه، قد مضى فيهم من الله حكم صادق، و في ذلك ذكرى للذاكرين. و أما إنكم ستلقون بعدي ذلا شاملا و سيفا قاتلا و أثرة قبيحة يتخذها الظالمون عليكم سنة تفرق جموعكم، و تبكي عيونكم، و تدخل الفقر بيوتكم، و ستذكرون ما أقول لكم عن قليل، و لا يبعد الله إلا من ظلم. و وجه معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص على مصر على شرط له،

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست