responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 192

يبخسكم شيئا من حقوقكم؟ فناداهم عبد الله بن عباس بذلك، فقالت طائفة منهم: و الله لا نجيبه. و قالت الأخرى: و الله لنجيبنه ثم لنخصمنه، نعم، يا ابن عباس، نقمنا على علي خصالا كلها موبقة لو لم نخصمه منها إلا بخصلة خصمناه، محا اسمه من أمره أمير المؤمنين يوم كتب إلى معاوية، و رجعنا عنه يوم صفين، فلم يضربنا بسيفه حتى نفيء إلى الله، و حكم الحكمين، و زعم أنه وصى، فضيع الوصية، و جئتنا يا ابن عباس في حلة حسنة جميلة تدعونا إلى مثل ما يدعونا إليه؟ فقال ابن عباس: قد سمعت، يا أمير المؤمنين، مقالة القوم، و أنت أحق بالجواب. فقال: حججتهم و الذي فلق الحبة و برأ النسمة، قل لهم: أ لستم راضين بما في كتاب الله، و بما فيه من أسوة رسول الله؟ قالوا: بلى! قال: فعلي بذلك أرضي. كتب كاتب رسول الله يوم الحديبية، إذ كتب إلى سهيل ابن عمرو و صخر بن حرب و من قبلهما من المشركين: من محمد رسول الله، فكتبوا إليه: لو علمنا أنك رسول الله ما قاتلناك، فاكتب إلينا: من محمد بن عبد الله لنجيبك، فمحا رسول الله اسمه بيده، و قال: إن اسمي و اسم أبي لا يذهبان بنبوتي و أمري، فكتب: من محمد بن عبد الله، و كذلك كتب الأنبياء كما كتب رسول الله إلى الآباء، ففي رسول الله أسوة حسنة. و أما قولكم إني لم أضربكم بسيفي يوم صفين حتى تفيئوا إلى أمر الله، فإن الله جل و عز يقول: و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، و كنتم عددا جما، و أنا و أهل بيتي في عدة يسيرة. و أما قولكم إني حكمت الحكمين، فإن الله عز و جل حكم في أرنب يباع بربع درهم، فقال: يحكم به ذوا عدل منكم، و لو حكم الحكمان بما في كتاب الله لما وسعني الخروج من حكمهما. و أما قولكم إني كنت وصيا فضيعت الوصية، فإن الله عز و جل يقول: ' و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإن الله

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست