responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 173

علي في هذا بعض الوحشة، و تلاحيا كلاما، فلم يزل أبو ذر بالربذة حتى توفي. و لما حضرته الوفاة قالت له ابنته: إني وحدي في هذا الموضع، و أخاف أن تغلبني عليك السباع. فقال: كلا إنه سيحضرني نفر مؤمنون، فانظري أ ترين أحدا؟ فقالت: ما أرى أحدا! قال: ما حضر الوقت، ثم قال: انظري، هل ترين أحدا؟ قالت: نعم أرى ركبا مقبلين، فقال: الله أكبر، صدق الله و رسوله، حولي وجهي إلى القبلة، فإذا حضر القوم فأقرئيهم مني السلام، فإذا فرغوا من أمري، فاذبحي لهم هذه الشاة، و قولي لهم: أقسمت عليكم أن برحتم حتى تأكلوا، ثم قضى عليه، فأتى القوم، فقالت لهم الجارية: هذا أبو ذر صاحب رسول الله قد توفي، فنزلوا، و كانوا سبعة نفر، فيهم حذيفة بن اليمان، و الأشتر، فبكوا بكاء شديدا، و غسلوه، و كفنوه، و صلوا عليه، و دفنوه. ثم قالت لهم: إنه يقسم عليكم ألا تبرحوا حتى تأكلوا! فذبحوا الشاة، و أكلوا، ثم حملوا ابنته، حتى صاروا بها إلى المدينة. فلما بلغ عثمان وفاة أبي ذر قال: رحم الله أبا ذر! قال عمار: نعم! رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا، فغلظ ذلك على عثمان. و بلغ عثمان. عن عمار كلام، فأراد أن يسيره أيضا، فاجتمعت بنو مخزوم إلى علي بن أبي طالب، و سألوه إعانتهم، فقال علي: لا ندع عثمان و رأيه. فجلس عمار في بيته، و بلغ عثمان ما تكلمت به بنو مخزوم، فأمسك عنه، و سير عبد الرحمن بن حنبل صاحب رسول الله إلى القموس من خيبر، و كان سبب تسييره إياه أنه بلغه كرهه مساوئ ابنه و خاله، و أنه هجاه.

[بدائع عثمان ]

و كان عثمان جوادا وصولا بالأموال، و قدم أقاربه و ذوي أرحامه، فسوى بين الناس في الأعطيه و كان الغالب عليه مروان بن الحكم بن أبي العاص، و أبو سفيان بن حرب، و على شرطة عبد الله بن قنفذ التيمي، و حاجبه حمران ابن أبان مولاه. و نقم الناس على عثمان بعد ولايته بست سنين، و تكلم فيه من تكلم،

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست