responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 172

فيقول كما كان يقول، و يجتمع إليه الناس، حتى كثر من يجتمع إليه و يسمع منه. و كان يقف على باب دمشق، إذا صلى صلاة الصبح، فيقول: جاءت القطار تحمل النار، لعن الله الآمرين بالمعروف و التاركين له، و لعن الله الناهين عن المنكر و الآتين له. و كتب معاوية إلى عثمان: إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر، فكتب إليه: أن احمله على قتب بغير وطاء، فقدم به إلى المدينة، و قد ذهب لحم فخذيه، فلما دخل إليه و عنده جماعة قال: بلغني أنك تقول: سمعت رسول الله يقول: إذا كملت بنو أمية ثلاثين رجلا اتخذوا بلاد الله دولا، و عباد الله خولا، و دين الله دغلا. فقال: نعم! سمعت رسول الله يقول ذلك. فقال لهم: أ سمعتم رسول الله يقول ذلك؟ فبعث إلى علي بن أبي طالب، فأتاه، فقال: يا أبا الحسن أ سمعت رسول الله يقول ما حكاه أبو ذر؟ و قص عليه الخبر. فقال علي: نعم! قال: و كيف تشهد؟ قال: لقول رسول الله: ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر. فلم يقم بالمدينة إلا أياما حتى أرسل إليه عثمان: و الله لتخرجن عنها! قال: أ تخرجني من حرم رسول الله؟ قال: نعم، و أنفك راغم. قال: فإلى مكة؟ قال: لا! قال: فإلى البصرة؟ قال: لا! قال: فإلى الكوفة؟ قال: لا! و لكن إلى الربذة التي خرجت منها حتى تموت بها. يا مروان! أخرجه، و لا تدع أحدا يكلمه، حتى يخرج. فأخرجه على جمل و معه امرأته و ابنته، فخرج و علي و الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر و عمار بن ياسر ينظرون، فلما رأى أبو ذر عليا قام إليه فقبل يده ثم بكى و قال: إني إذا رأيتك و رأيت ولدك ذكرت قول رسول الله فلم أصبر حتى أبكي! فذهب علي يكلمه فقال له مروان: إن أمير المؤمنين قد نهى أن يكلمه أحد. فرفع علي السوط فضرب وجه ناقة مروان، و قال: تنح، نحاك الله إلى النار! ثم شيعه، فكلمه بكلام يطول شرحه، و تكلم كل رجل من القوم و انصرفوا، و انصرف مروان إلى عثمان، فجرى بينه و بين

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست