responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 171

عثمان غائبا فستر أمره. فلما انصرف رأى عثمان القبر، فقال: قبر من هذا؟ فقيل: قبر عبد الله بن مسعود. قال: فكيف دفن قبل أن أعلم؟ فقالوا: ولى أمره عمار بن ياسر، و ذكر أنه أوصى ألا يخبر به، و لم يلبث إلا يسيرا حتى مات المقداد، فصلى عليه عمار، و كان أوصى إليه، و لم يؤذن عثمان به، فاشتد غضب عثمان على عمار، و قال: ويلي على ابن السوداء! أما لقد كنت به عليما.

[أمر أبي ذر]

و بلغ عثمان أن أبا ذر يقعد في مسجد رسول الله، و يجتمع إليه الناس، فيحدث بما فيه الطعن عليه، و أنه وقف بباب المسجد فقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، أنا جندب بن جنادة الربذي، إن الله اصطفى آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض، و الله سميع عليم، محمد الصفوة من نوح، فالأول من إبراهيم، و السلالة من إسماعيل، و العترة الهادية من محمد. إنه شرف شريفهم، و استحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة و كالكعبة المستورة، أو كالقبلة المنصوبة، أو كالشمس الضاحية، أو كالقمر الساري، أو كالنجوم الهادية، أو كالشجر الزيتونية أضاء زيتها، و بورك زبدها، و محمد وارث علم آدم و ما فضل به النبيون، و علي بن أبي طالب وصي محمد، و وارث علمه. أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها! أما لو قدمتم من قدم الله، و أخرتم من أخر الله، و أقررتم الولاية و الوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم و من تحت أقدامكم، و لما عال ولي الله، و لا طاش سهم من فرائض الله، و لا اختلف اثنان في حكم الله، إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله و سنة نبيه، فأما إذ فعلتم ما فعلتم، فذوقوا وبال أمركم، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. و بلغ عثمان أيضا أن أبا ذر يقع فيه، و يذكر ما غير و بدل من سنن رسول الله و سنن أبي بكر و عمر، فسيره إلى الشام إلى معاوية، و كان يجلس في المسجد،

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست