responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 12

كأنهم جمال جون، فقال: بهؤلاء تمنع مكة. و حج أكثم بن صيفي في ناس من بني تميم فرآهم يخترقون البطحاء كأنهم أبرجة الفضة يلحقون الأرض جيرانهم. فقال: يا بني تميم إذا أحب الله أن ينشئ دولة نبت لها مثل هؤلاء. هؤلاء غرس الله لا غرس الرجال. و كان يفرش لعبد المطلب بفناء الكعبة، فلا يقرب فراشه حتى يأتي رسول الله، و هو غلام، فيتخطى رقاب عمومته، فيقول لهم عبد المطلب دعوا ابني، أن لابني هذا لشأنا. و كان عبد المطلب قد وفد على سيف بن ذي يزن مع جلة قومه لما غلب على اليمن، فقدمه سيف عليهم جميعا و آثره. ثم خلا به فبشره برسول الله و وصف له صفته، فكبر عبد المطلب و عرف صدق ما قال سيف، ثم خر ساجدا. فقال له سيف: هل أحسست لما قلت نبأ؟ فقال له: نعم! ولد لابني غلام على مثال ما وصفت، أيها الملك. قال: فاحذر عليه اليهود و قومك، و قومك أشد من اليهود، و الله متمم أمره و معل دعوته. و كان أصحاب الكتاب لا يزالون يقولون لعبد المطلب في رسول الله منذ ولد فيعظم بذلك ابتهاج عبد المطلب. فقال: أما و الله لئن نفستني قريش الماء يعني ماء سقاه الله من زمزم و ذي الهرم، لتنفسني غدا الشرف العظيم و البناء الكريم و العز الباقي و السناء العالي إلى آخر الدهر و يوم الحشر. و توالت على قريش سنون مجدبة حتى ذهب الزرع و قحل الضرع، ففزعوا و قالوا: قد سقانا الله بك مرة بعد أخرى فادع الله أن يسقينا، و سمعوا صوتا ينادي من بعض جبال مكة: معشر قريش أن النبي الأمي منكم، و هذا أوان توكفه، ألا فانظروا منكم رجلا عظاما جساما له سن يدعو إليه و شرف يعظم عليه فليخرج هو و ولده ليمسوا من الماء و يلتمسوا من الطيب و يستلموا الركن، و ليدع الرجل و ليؤمن القوم فخصبتم ما شئتم إذا وغثتم، فلم يبق أحد بمكة إلا قال: هذا شيبة الحمد، هذا شيبة الحمد. فخرج عبد المطلب و معه رسول الله، و هو يومئذ مشدود الإزار، فقال عبد

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست