responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 1  صفحه : 40

و أمر الله، عز و جل، موسى أن يقول لبني إسرائيل أن يذبحوا بقرة صفراء مسلمة لا عيب فيها، ثم يأخذ دمها فيرشه على حبال قبة الزمان، ثم يحرقها و جلدها، ثم ليأت رجل آخر، فليجمع الرماد، و ليصيره في موضع، فإذا أراد أحد أن يطهر، فليجعل في الماء من ذلك الرماد، فيكون طهورا. و أقام موسى و بنو إسرائيل في التيه دهرا، و كان طعامهم المن، و كان المن مثل حب الكسبرة يطحنونه بالأرحاء و يجعلونه أرغفة، فيكون طعامهم طيبا أطيب من كل شيء، و كان ينزل عليهم بالليل، و يجمعونه بالنهار، فضجوا و بكوا، و جعلوا يقولون: من يطعمنا لحما؟ أ ما تذكرون ما كنا نأكل بمصر من النون، و القثاء، و البطيخ، و الكراث، و البصل، و الفوم؟ فاشتد غم موسى لذلك، و جعلوا يقولون: أطعمنا لحما! فقال موسى: اللهم إني لا أقوى على بني إسرائيل! فأوحى الله إليه أني مطعمكم لحما، فبعث لهم السلوى، و أعلمهم الله أنه يخرجهم إلى الشام، فبعث موسى إلى الشام بيوشع ابن نون و غيره إلى أرض بني كنعان ليأتوه بخبرها، فقالت بنو إسرائيل: لا طاقة لنا بحرب الجبابرة. و أذن الله لموسى أن ينتقم من أهل مدين، فوجه باثني عشر ألف رجل من بني إسرائيل، فقتلوا جميع أهل مدين، و قتلوا ملوكهم، و كانوا خمسة ملوك، أوى، و رقم، و صور، و حور، و ربع، و قتل بلعام بن باعور في الحرب، و كان نبيا، فأشار على ملك مدين أن يوجه بالنساء على عسكر بني إسرائيل. حتى يفسدوهم، فغضب موسى من ذلك، فأمر الله موسى أن يقسم تلك الغنائم بين بني إسرائيل، و يأخذ منهم من كل خمسين واحدا، فيجعله لله يدفعه إلى ولد هارون، ثم أمره الله أن يوجه بني إسرائيل إلى الشام يقاتلون من بها، فوجه جيشا عظيما، فجعلوا يسيرون قليلا قليلا، و ينزلون، و يقولون: إنا نخاف الجبارين! فأقاموا بجبل ساعير، فقال الله تعالى لموسى: إن بني إسرائيل عصوا أمري، فليشتروا الطعام بالثمن، و ليخضعوا الآن لمن كان يخضع لهم.

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست