responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 1  صفحه : 149

و احتجوا بنحو هذا. . . . . . آخر فقالوا: إن كانت الأشياء كلها تدرك بالعلم و العلم بالعلم فإلى نهاية أو إلى لا نهاية، فإن تناهى، فإلى غير معلوم ، و ما لم يكن معلوما، فهو مجهول، فإني تعلم الأشياء بمجهول، فإن لم تتناه، و لم تكن لذلك غاية، فلا إحاطة به، و ما لم يحط به، فمجهول أيضا، فكان الوجهان في هذا القياس مجهولين غير معلومين، فأنى يعلم شيء مجهول دون أن يعلم جميع الأشياء، و ذلك أبعد. و شققوا في هذين النوعين، و كثر سعيهم، و عظمت مؤنتهم، و قالت طائفة تسمى الدهرية: لا دين، و لا رب، و لا رسول، و لا كتاب، و لا معاد، و لا جزاء بخير، و لا بشر، و لا ابتداء لشيء، و لا انقضاء له، و لا حدوث، و لا عطب، و إنما حدوث ما سمي حدثا تركيبه بعد الافتراق، و عطبة تفريقه بعد الاجتماع، و جميع الوجهين في الحقيقة حضور غائب و مغيب حاضر. و إنما سميت الدهرية لزعمها أن الإنسان لم يزل، و لن يزول، و أن الدهر دائر لا أول له، و لا آخر، و احتجوا فيما ادعوا بأن قالوا: إنما يعرف في وجود الشيء و فقده حالان لا ثالث لهما: حال الشيء فيها موجود، فأنى يحدث ما قد كان و وجد، و حال لا شيء فيها، فأنى يكون الشيء في حال لا تشبيه لها، و ذلك أبعد. و كذلك القول في المدعي العطب فهو لا يعرف غير حالين: حال الشيء فيها قائم، فمحال قول من ادعى العطب للشيء في حال كونه و قيامه، و حال لا شيء فيها، فأنى يكون العطب الأدنى، و ذلك محال ، فإن أقر مخالفونا بصدقنا دخلوا في قولنا و نقضوا قولهم، و إن أنكروا قولنا ادعوا حالا ثالثة لا عدم فيها و لا وجود، فذلك أقبح الثلاثة حالة. و قالت فرقة منهم: إن أصل الأشياء في الأزلية حبة كانت، فانفلقت، فبدأ منها العالم على ما ترى من اختلافه في ألوانه و إحساسه، و زعم بعضهم أنه

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست