الشيخ الجليل محمد بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري الجبعي، عم مؤلف هذا الكتاب
كان فاضلا عالما ماهرا محققا مدققا حافظا جامعا عابدا شاعرا منشئا أديبا ثقة، قرأت عليه جملة من الكتب العربية و الفقه و غيرهما، توفي سنة 1081، له رسالة في ذكر ما اتفق له في أسفاره سماها الرحلة، و له حواش و فوائد كثيرة، و له ديوان شعر جيد ما رأيت فيه بيتا رديئا، و أمه بنت الشيخ حسن بن الشهيد الثاني، و له قصائد في مدح النبي صلّى اللّه عليه و آله و الائمة عليهم السلام.
و قد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في سلافة العصر في محاسن أعيان العصر فقال فيه: حر رقيق الشعر عتيق سلافة الادب، ينتدب له عصي الكلام اذا دعاه و ندب، له شعر يستلب نهى العقول بسحره، و يحل من البيان بين سحره و نحره، فهو أرق من خصر هيفاء مجدولة و أدق، و أصفى من صهباء يشعشعها أغن ذو مقلة مكحولة الحدق، فمنه قوله و أجاد في التورية بلقبه ما شاء:
قلت لما لحيت في هجو دهر بذل الجهد في احتفاظ الجهول كيف لا أشتكي صروف زمان ترك الحر في زوايا الخمول و قوله:
يراكم بعين الشوق قلبي على النوى فيحسده طرفي فتنهل أدمعي و يحسد قلبي مسمعي عند ذكركم فتذكو حرارات الجوى بين أضلعي و قوله:
و كم غلت الاحشاء مني حرارة من الدهر لافات الردى هامة الدهر تقدمني بالمال قوم أجلهم لدي مقاما قدر فاضلة الظفر و قوله:
يا دهر كم تحتسي منك الورى غصصا و كم تراعى لاهل اللؤم من ذمم