و قد ذكرنا ما يدل على توثيقه في الفوائد الطوسية، و قد وثقه ابن طاوس في كتاب كشف المحجة [2].
أقول: ورد بغداد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السن، ثم رجع عنها و أفاد الى أن مات بالري سنة احدى و ثمانين و ثلاثمائة و دفن بها، و قيل في تاريخه «كله شفاء» .
و من كتبه كتاب مدينة العلم، و هو على ما قاله ابن شهرآشوب في معالم العلماء عشرة أجزاء، و من لا يحضره الفقيه أربعة أجزاء.
و قال البهائي في حواشيه: المستفاد من ظاهر هذا الكلام أن كتاب مدينة العلم أكثر من كتاب لا يحضره الفقيه بكثير، و قد صرح الشيخ في الفهرس أيضا بأنه أكثر منه، فما في كلام بعض الاصحاب من أنه لا يزيد على كتاب من لا يحضره الفقيه مما لا يليق الاصغاء اليه-انتهى.
و أقول: قد يقال انه لا يزيد من حديث لم يكن في الفقيه و سائر كتبه المتداولة، و هذا مع كونه مجرد دعوى بلا دليل ينافيه استدلال العلامة بحديث نقله منه من كتاب الصلاة من كتاب المنتهى و ليس في غيره.
ثم ان هذا الكتاب على ما يظهر من رسالة وصول الاخيار الى علم دراية الاخبار تأليف والد الشيخ البهائي كان في عصره و قد قال فيه: ان كتب أصول الحديث في عصره خمسة، و عد كتاب مدينة العلم أولا ثم الفقيه. و كذا كان في زمن العلامة «ره» أيضا على ما أومأنا اليه، و لكن يظهر من سياق كلام البهائي أنه لم يره، فلعله تلف في يد والده في بعض الاسفار. و قد سمعت من شيخنا
[1] فى رجال النجاشى «مات رضى اللّه عنه بالرى سنة 381» .