كان من أكابر علماء الامامية ببغداد، و كان معاصرا للمستظهر باللّه العباسي و لابن الجوزي المشهور أيضا، و أظن أنه كان من العلماء المعاصرين للشيخ ابى علي الطبرسي أيضا. فلاحظ.
و قال ابن كثير الشامي في تاريخه: انه كان واعظا حسن التقرير و صاحب التصرف و التأثير، و كان يحضر مجلس وعظه جم غفير و جمع كثير من الامير و الوزير و الصغير و الكبير، و حصل له قبول عام من أهل العصر، و كان زوجة الخليفة المستظهر المذكور العباسي قد بنت له رباطا في باب الارح ببغداد و وفقت عليه أوقافا كثيرة، و حصل بذلك جاه عريض-انتهى.
و قد نقل ابن الجوزي في كتبه كثيرا من مقالات مواعظه، و قال: قد سمعت منه يوما يقول «حزمة حزن خير من اعدال أعمال» و قال أيضا: انه كان شيعيا، و لذلك قد اهتم جماعة من العامة في منعه عن الوعظ لكن قد أذن بعد في ذلك أيضا، و كان السلطان مسعود يعظمه و يحضر مجلس وعظه، و لما مات السلطان مسعود المذكور سعى المخالفون و المعاندون في مقام اهانته و ايذائه، و قد اتفق أن مرض «رض» في تلك الايام و توفي في شهر محرم سنة ثمان و اربعين و خمسمائة، و قد دفن في ذلك الرباط الذي كان مسكنه و مأواه في أيام حياته. هذا ما حكاه القاضي نور اللّه في مجالس المؤمنين.