القديمة و غوامض معانيها قد وصلت اليهم يدا بيد الى آخر هذه السلسلة لفظا و كتابة.
و قد فاق من الفهم جماعة منهم أمثلهم السيد شاه فتح اللّه المذكور، ثم من أسباطه السيد شاه فتح اللّه الشيرازي اللاري الذي كان في عصرنا و مات باصفهان في هذه الاوقات و قد طعن في السن، و قد كان أولا قاضيا ببلدة لارمن بلاد فارس ثم طلبه سلطان العصر شاه سليمان الصفوي لمقدمة يطول شرحها و كان باصبهان في مدة مديدة ثم استعفى و صار قاضيا بشيراز و لم يتيسر له أموره و لاذهب الى شيراز حتى مات باصبهان سنة ثمان و تسعين و ألف، و قصة أحواله طويلة، و كان هو أيضا لا يخلو من فضل و علم، و له مهارة تامة في صنعة البديع و الانشاءات الفارسية و العربية، و من مؤلفاته كتاب التاريخ بالفارسية في غاية الانشاء، و صنفه في أواخر عمره، و رسالة في علم البديع حسنة ألفها في أصبهان، و رسالة طويلة الذيل في مسألة الامامة، و قد أدرج فيها المناظرات التي وقعت بينه و بين المولى عبد الرحيم اللاري الصحاف المجاور المدرس بالمدينة المشرفة في تلك المسألة، و قصته في ذلك أيضا طويلة لا تخلو من غرابة طوينا ذكرها، و قد ألف تلك الرسالة في أواسط حاله حين توجه الى مكة المعظمة، و كان ينسب الى هذا السيد المعرفة التامة بالعلوم الغريبة من السحر و الوفق و الاعداد و نحوها، و لم يثبت عندي و لكن هذه النسبة قد أفسد عليه دنياه و ابطل أمر معاشه رضي اللّه عنه و عن أسلافه.
***
المولى شاه فضل القاساني
فاضل عالم معاصر، قد قرأ على عمه المولى محمد محسن القاساني و لكن ينكر طريقته في الحكمة و التصوف و غيرهما و يرد عليه كثيرا، و من مؤلفاته