و المواعظ، و مشتمل على جميع غرر الحكم للامدي الامامي في كلمات علي عليه السلام و زاد عليه كثيرا من درر الكلم من كلام علي عليه السلام التي لم يعثر عليها الآمدي. و بالجملة جمعها من عدة كتب مشهورة، و منها كتب غير مشهورة ككتاب دستور الحكم و مأثور مكارم الشيم للقاضي ابى عبد اللّه محمد بن سلامة ابن جعفر بن علي القضاعي مؤلف كتاب الشهاب، و منها كتاب مناقب الخطيب احمد بن مكي الخوارزمي خطيب خوارزم، و منها كتاب منشور الحكم، و منها كتاب الفرائد و القلائد تأليف ابى يوسف يعقوب بن سليمان الاسفراينى.
ثم قد عول على كتابه هذا الاستاد الاستناد كما ستعرف، و ينقل في البحار عنه الاخبار، و لم أتحقق عصره على التعيين و لكنه من المتأخرين.
ثم هذا الكتاب الذي عبر عنه في البحار بكتاب العيون و المحاسن غير كتاب العيون و المحاسن الذي هو للشيخ المفيد «قده» ، و هو ظاهر.
و قال الاستاد الاستناد رحمه اللّه تعالى في أول البحار: و كتاب العيون و المحاسن للشيخ محمد بن علي الواسطي، لما كان مقصورا على الحكم و المواعظ لا يضرنا جهالة مؤلفه، و عندنا منه نسخة مصححة قديمة، و هو مشتمل على غرر الكلم و زاد عليه كثيرا من درر الحكم التي لم يعثر عليها الآمدي -انتهى [1].
و أقول: رأيت أنا عدة نسخ منه و عندنا نسخة منه، و مراده رحمه اللّه بجهالة المؤلف جهالة حاله لا اسمه [2]، و هو ظاهر.
ثم لا يخفى أن الاسم الذي سماه به مؤلفه كتابه انما هو كتاب عيون الحكم و المواعظ و ذخيرة المتعظ و الواعظ من كلام علي عليه السلام. فتأمل.