و قيل انه كان شيعيا و ان عزة عشيقته، و هي عزة بنت جميل بن حفصة من بنى حاجب بن عفار، و حكاياته معها مشهورة. و كان معاصرا لعبد الملك بن مروان الخليفة الاموي، و توفي سنة خمس و مائة.
و قال ابن خلكان في تاريخه: انه أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن ابى جمعة الاسود بن عامر بن عويمر الخزاعي أحد عشاق العرب المشهورين به، و كثيّر تصغير كثير، و انما صغر لانه كان قصيرا شديد القصر-انتهى [1].
و قال في القاموس و غيره ان العزة بالعين المهملة المفتوحة و الزاي المعجمة بنت الظبية و بها سميت عزة.
أقول: و قد يقال ان عزة بكسر العين. فلاحظ. و يلوح من عبارة أوائل تاريخ ابن خلدون الاندلسي أن كثيرا من القائلين [بامامة]محمد بن الحنفية و أنه حي لم يمت و هو الان في جبل رضوى من أرض الحجاز، بل عده من الغلاة حيث قال:
و في الشيعة طوائف يسمون الغلاة تجاوزوا حدود العقل و الايمان في القول بالهية هؤلاء الائمة، أما علي أنه بشر اتصف بصفات الالوهية و ان الاله حل في ذاته البشرية، و هو قول بالحلول يوافق مذهب النصارى في عيسى عليه السلام، و لقد حرق علي «ع» بالنار من ذهب الى ذلك فيه منهم و سخط محمد بن الحنفية المختار بن ابى عبيد لما بلغه مثل ذلك عنه فصرح بلعنه و البراءة منه، و كذلك قول جعفر الصادق بمن بلغه مثل ذلك عنه، و منهم من يقول ان كمال الامام لا يكون لغيره فاذا مات انتقل روحه الى امام آخر فيكون فيه ذلك الكمال، و هو قول بالتناسخ، و من هؤلاء الغلاة من يقف عند أحد من الائمة لا يتجاوزه الى غيره بحسب من تعين لذلك عندهم و هؤلاء الواقفية، فبعضهم يقول هو حي لم يمت الا أنه غاب عن أعين الناس، و يستشهدون لذلك بقضية خضر. و قيل