أقول: و في كلامه هذا نظر أيضا: أما أولا فلان مجرد دخوله في قتلة عثمان لو سلم لا يدل على غاية مدحه، اذ الداخلون في قتله بعضهم سعيد و بعضهم شقي. و أما ثانيا فلان دعوى كونه داخلا في مجاهدي خراسان أيضا في عهد الخلفاء الثلاثة بعد تسليمه لا يدل على مدحه. و أما ثالثا فلعدم ثبوت صحة نسبة ذلك الخبر الى الرضا عليه السلام كما مرت الاشارة اليه آنفا.
ثم قال القاضي نور اللّه التستري في مجالس المؤمنين بالفارسية ما معناه:
ان قبر الخواجة ربيع على شاطئ شط بلدة طوس بقرب مشهد الرضا عليه السلام و قد سمعت من ثقات تلك الديار أن الرضا عليه السلام حين كان مع المأمون الخليفة العباسي في بلاد طوس كان يزور الخواجة ربيع المذكور، و كفاه هذا فضلا و شرفا-انتهى.
أقول: و في ثبوت ذلك أيضا محل نظر.
و بالجملة فقد يظهر من كتاب كنز الفوائد للكراجكي أن ربيع بن خثيم هذا قد كان عم همام الزاهد المشهور صاحب حديث همام في أوصاف المؤمن، و كان همام من أكابر اصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، و ان همام المذكور هو ابن عبادة بن خثيم. و لا يخفى أن مجرد ذلك لا يدل على مدح اصلا لعمه ربيع بن خثيم هذا كما قد يظن. فتبصر.
و قال الشيخ الجليل ابن عبد البر الاندلسي المالكي من العامة في رسالة فقهاء الامصار: ان ربيع بن خثيم كان من أصحاب عبد اللّه بن مسعود، و قد غلبت عليه العبادة، و لم يكن له كثير فتوى-انتهى.
و قال سبط ابن الجوزي الحنبلي مؤلف كتاب التلقيح في كتابه الموسوم بصفة الصفوة ما حاصله: ان الربيع بن خثيم الثوري يكنى بأبى يزيد، و انه قد انتهى