و قد اشتهر أن طائفة من المشعشعية من الغالين يأكلون السيف، و قد جاء واحد من جماعتهم في عصرنا الى حضرة السلطان و فعل ذلك بحضرة الجماعة في خدمته.
و أقول: قد أورد السيد علي خان ولد السيد خلف هذا شطرا صالحا من أحوال والده هذا و جده في مطاوي كتاب مجموعة انتخبها من مؤلفات نفسه و أرسلها للشيخ علي سبط الشهيد الثاني، و لما كانت مشتملة على فوائد جمة نحن نذكرها في هذا المقام انشاء اللّه تعالى، قال «قده» فيها بعد نقل كلام طويل من أواخر كتابه النور المبين بهذه العبارة:
و أحمد اللّه و أشكره أيضا لنظمي في سلك ما كان عليه والدي و جدي من الطاعات و ما أحرزاه بحب اهل البيت من الخدمات، فان جدي المرحوم-و هو السيد عبد المطلب عفى اللّه عنه-ابن حيدر بن المحسن بن محمد الملقب بالمهدي، كان من خدمته لهم عليهم السلام أن كان بين جماعة من قومه و عشائره و كانوا على طريق ضلالة و مذهب جهالة فأنكر عليهم و خامره الشك في سوء عقائدهم، و هو اذ ذاك شاب لم يبلغ الحلم في ظرف الاثني عشر سنة، و نقم على مذهبهم في الباطن و قال كيف يعبد من قتل و دفن، اشارة الى علي عليه السلام:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا و تمكنا فخرج يوما لبعض مآربه و اذا هو يرى رجلا يصلي، و كان الرجل من أهل العلم و لم يكن من أهل بلادهم و قد ورد اليها لبعض شأنه، فسأله ما ذا تصنع و تفعل بقيامك و قعودك اذ لم أر اهل هذه البلاد يفعلون مثل ما تفعل؟ فقال له الرجل:
ما عليك مني امض لشأنك، فأقسم عليه أن يخبره عما سأله، فقال: اني أصلي للّه رب العالمين الصلاة المفروضة التي افترضها اللّه و رسوله على العباد، و أما أهل