ذات يوم و قد خرج من عند الخليفة على بغلة له، فدنا منه ابو نواس و سلم عليه و قال: يا بن رسول اللّه قلت فيك أبياتا فأحب أن نسمعها منى. قال: هات، فأنشأ يقول:
«مطهرون نقيات ثيابهم» الى آخر الابيات السابقة. فقال الرضا عليه السلام:
قد جئت بأبيات ما سبقك بها أحد. ثم قال: يا غلام هل لك من نفقتنا شىء؟ فقال: ثلاثمائة دينار. فقال: اعطها اياه. ثم قال عليه السلام: لعله استقلها، يا غلام سق اليه البغلة.
و روى أيضا باسناده عن ابى بكر محمد بن يحيى الصولي قال: سمعت ابا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول: خرج ابو نواس ذات يوم من دار قيصر، فاذا براكب قد حاذاه، فسأله عنه و لم ير وجهه فقيل: انه علي بن موسى الرضا فأنشأ يقول:
اذا أبصرتك العين من بعد غاية و عارض فيك الشك اثبتك القلب و لو أن قوما أمموك لقادهم فبسمك حتى يستدل به الركب و قد روى الصدوق في عيون اخبار الرضا عليه السلام عن احمد بن يحيى المكتب عن ابى الطيب احمد بن محمد الوراق عن علي بن هارون الحميري عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال: ان المأمون لما جعل علي بن موسى عليه السلام ولي عهده و ان الشعراء قصدوا المأمون و وصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا عليه السلام و صوبوا رأي المأمون في الاشعار دون ابى نواس فانه لم يقصده و لم يمدحه، و دخل الى المأمون فقال له: يا ابا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني و ما أكرمته به فلما ذا أخرت مدحه و أنت شاعر زمانك قريع دهرك، فأنشأ يقول:
قيل لي أنت أوحد الناس طرا في فنون من الكلام النبيه