نام کتاب : منتخب الاثر فی الامام الثاني عشر علیهالسلام نویسنده : الصافي، الشيخ لطف الله جلد : 3 صفحه : 378
الكوفة، فلمّا وافيتها نزلت عن راحلتي و سلّمت متاعي إلى ثقات إخواني، و خرجت أسأل عن آل أبي محمّد عليه السلام، فما زلت كذلك فلم أجد أثرا، و لا سمعت خبرا.
و خرجت في أوّل من خرج اريد المدينة، فلمّا دخلتها لم أتمالك أن نزلت عن راحلتي و سلّمت رحلي إلى ثقات إخواني، و خرجت أسأل عن الخبر و أقفو الأثر، فلا خبرا سمعت، و لا أثرا وجدت، فلم أزل كذلك إلى أن نفر الناس إلى مكة، و خرجت مع من خرج، حتّى وافيت مكة، و نزلت فاستوثقت من رحلي و خرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام، فلم أسمع خبرا و لا وجدت أثرا، فما زلت بين الإياس و الرجاء متفكّرا في أمري، و عائبا على نفسي، و قد جنّ الليل، فقلت:
أرغب إلى أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها، و أسأل اللّه عزّ و جلّ أن يعرّفني أملي فيها، فبينما أنا كذلك و قد خلالي وجه الكعبة إذ قمت إلى الطواف، فإذا أنا بفتى مليح الوجه، طيّب الرائحة، متّزر ببردة، متّشح باخرى، و قد عطف بردائه على عاتقه فرعته، فالتفت إليّ فقال: ممّن الرجل؟فقلت: من الأهواز، فقال: أ تعرف بها ابن الخصيب؟فقلت:
رحمه اللّه دعي فأجاب، فقال: رحمه اللّه، لقد كان بالنهار صائما و بالليل قائما و للقرآن تاليا و لنا مواليا، فقال: أ تعرف بها علي بن إبراهيم بن مهزيار؟فقلت: أنا علي، فقال: أهلا و سهلا بك يا أبا الحسن، أ تعرف الصريحين؟قلت: نعم، قال: و من هما؟قلت: محمد و موسى، ثمّ قال: ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين أبي محمد عليه السلام؟فقلت: معي، فقال: أخرجها إليّ، فأخرجتها إليه خاتما حسنا، على فصّه محمّد و علي، فلمّا رأى ذلك بكى[مليا و رنّ شجيّا،
نام کتاب : منتخب الاثر فی الامام الثاني عشر علیهالسلام نویسنده : الصافي، الشيخ لطف الله جلد : 3 صفحه : 378