نام کتاب : منتخب الاثر فی الامام الثاني عشر علیهالسلام نویسنده : الصافي، الشيخ لطف الله جلد : 1 صفحه : 261
و غيرهم، فما بيد اليهود و النصارى الآن من شريعة موسى و عيسى ليس هو الأصل، سيما في الأصول الاعتقادية.
أما الإسلام فقد بقي عزيزا منيعا محفوظا من تحريف الغالين و إبطال الجاحدين، و سيبقى إلى ظهور المهدي عليه السلام و حتى تقوم الساعة، لأنّ اللّه تعالى جعله في حصن حفظه الحصين، و نصب الأئمة الاثني عشر حفظة له و قوّاما بأمره في جميع الأزمنة إلى قيام القيامة.
و لا ينافي ذلك ما ربما وقع أو يقع في بعض الأزمنة و الأمكنة من غلبة الكفار على المسلمين، لعدم قدرتهم على إبادة الإسلام، و الدليل على ذلك بقاء هذا الدين على مرّ الأعصار طوال أربعة عشر قرنا مع كثرة الأعداء و قوّتهم و عدّتهم و عدّتهم و اتفاق كلمتهم على محو الإسلام و إضعاف المسلمين بكل قواهم المادية و تجهيزاتهم العسكرية و قدراتهم الاقتصادية، فلم ينجح مكرهم لإطفاء نور اللّه تعالى، بل ربما ظهروا على المسلمين في الظاهر و استولوا على بلادهم و ثرواتهم، و لكن لم يتمكّنوا من تنفيذ نواياهم من اجتثاث هذه الشجرة، بل ظهر في مرّات كثيرة صدق ما بشّر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمّته في هذه الأحاديث، و ما بشّر اللّه تعالى و وعد نبيّه و المسلمين في مثل قوله تعالى:
و قال تعالى: و مثل كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهََا ثََابِتٌ وَ فَرْعُهََا فِي اَلسَّمََاءِ. `تُؤْتِي أُكُلَهََا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهََا[2] الخامس: ليس مفاد هذه الأحاديث أنّ عزّة الإسلام مطلقا لا تتحقق