نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 8 صفحه : 560
مدح التقوى و انّه وصيّة ربّ العالمين للأوّلين و الآخرين
أقول: حكي عن بعض العارفين انّه قال لشيخه:أوصني بوصيّة جامعة،فقال:
أوصيك بوصيّة اللّه ربّ العالمين للأوّلين و الآخرين قوله تعالى: «وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيّٰاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللّٰهَ» [1]،و لا شكّ انّه تعالى أعلم بصلاح العبد من كلّ أحد و رحمته و رأفته به أجل من كلّ رحمة و رأفة،فلو كان في الدنيا خصلة هي أصلح للعبد و أجمع للخير و أعظم في القدر و أغرق في العبوديّة من هذه الخصلة لكانت الأولى بالذكر و الأحرى بأن يوصي بها عباده،فلمّا اقتصر عليها علم انّها جمعت كلّ نصح و ارشاد و تنبيه و سداد و خير و إرفاد.
في انّ خيرات الدنيا و الآخرة جمعت تحت التقوى
و قال بعض العارفين:انّ خيرات الدنيا و الآخرة جمعت تحت كلمة واحدة و هي التقوى،انظر الى ما في القرآن الكريم من ذكرها فكم علّق عليها من خير و وعد لها من ثواب و أضاف إليها من سعادة دنيويّة و كرامة أخرويّة،و لنذكر لك من خصالها و آثارها الواردة فيه اثني عشر خصلة: