responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 8  صفحه : 537

11527 تحف العقول:روي: انّه حضره ذات يوم جماعة من الشيعة فوعظهم و حذّرهم و هم ساهون لاهون فأغاظه ذلك فأطرق مليّا ثمّ رفع رأسه اليهم فقال:انّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتا،ألا يا أشباحا بلا أرواح و ذبالا [1]بلا مصباح،خشب مسنّدة و أصنام مريدة،أ لا تأخذون الذهب من الحجر؟أ لا تقتبسون الضياء من النور الأزهر؟أ لا تأخذون اللؤلؤ من البحر؟خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها و إن لم يعمل بها فانّ اللّه تعالى يقول: «الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ» [2]... الى أن قال عليه السّلام: كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك و خوفك، دعوته فاستجاب لك فاستوجب بجميل صنيعه الشكر فنسيته فيمن ذكر و خالفته فيما أمر،ويلك إنّما أنت لصّ من لصوص الذنوب كلّما عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه و أقدمت بجهلك عليه فارتكبته،كأنّك لست بعين اللّه، أو كأنّ اللّه ليس لك بالمرصاد،يا طالب الجنة ما أطول نومك و أكلّ مطيّتك و أوهى همّتك،فللّه أنت من طالب و مطلوب،و يا هاربا من النار ما أحثّ مطيّتك إليها و ما أكسبك لما يوقعك فيها،انظروا الى هذه القبور سطورا بأفناء الدور ...الى قوله:

يابن الأيّام الثلاث،يومك الذي ولدت فيه و يومك الذي تنزل فيه قبرك و يومك الذي تخرج فيه الى ربّك،فياله من يوم عظيم،يا ذوي الهيئة المعجبة و الهيم [3]المعطنة مالي أرى أجسامكم عامرة و قلوبكم دامرة،أما و اللّه لو عاينتم ما أنتم ملاقوه و ما أنتم إليه صائرون لقلتم: «يٰا لَيْتَنٰا نُرَدُّ وَ لاٰ نُكَذِّبَ بِآيٰاتِ رَبِّنٰا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» [4]،و قال جلّ من قائل: «بَلْ بَدٰا لَهُمْ مٰا كٰانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَ لَوْ رُدُّوا لَعٰادُوا لِمٰا نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ» [5]. [6]


[1] ذبالة بالضم،جمع ذبالة:الفتيلة.(المنجد).

[2] سورة الزمر/الآية 18.

[3] الهيم بالكسر:الإبل العطاش؛و أعطنها:حبسها عند الماء فبركت بعد المورد.(القاموس).

[4] سورة الأنعام/الآية 27.

[5] سورة الأنعام/الآية 28.

[6] ق:163/22/17،ج:170/78.

نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 8  صفحه : 537
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست