نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 8 صفحه : 449
أهل الدنيا كخفّته في موازينهم يوم القيامة.
بيان: ثقّل الخير عليهم لأنّه خلاف مشتهيات طباعهم فالحسنات عليهم ثقيلة و الشرور عليهم خفيفة، «فَأَمّٰا مَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رٰاضِيَةٍ* وَ أَمّٰا مَنْ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ* فَأُمُّهُ هٰاوِيَةٌ» [1].
اعلم انّه لا خلاف في حقيقة الميزان و قد نطق به صريح القرآن في مواضع لكن اختلف المتكلّمون من الخاصّة و العامّة في معناه فمنهم من حمله على المجاز و انّ المراد من الموازين هي التعديل بين الأعمال و الجزاء عليها و وضع كلّ جزاء في موضعه و إيصال كلّ ذي حقّ الى حقّه،ذهب إليه الشيخ المفيد قدّس سرّه و جماعة من العامّة،و الأكثرون منّا و منهم حملوه على الحقيقة و قالوا:انّ اللّه ينصب ميزانا له لسان و كفّتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد و الحسنات و السيّئات،و اختلفوا في كيفيّة الوزن لأنّ الأعمال أعراض لا تجوز عليها الإعادة و لا يكون لها وزن و لا تقوم بنفسها،فقيل:توزن صحائف الأعمال و قيل تظهر علامات للحسنات و علامات للسيّئات في الكفتين فتراها الناس، و قيل تظهر للحسنات صور حسنة و للسيّئات صور سيّئة و هو مرويّ عن ابن عبّاس، و قيل بتجسّم الأعمال في تلك النشأة و قالوا بجواز أن تبدّل الحقائق في النشأتين كما في النوم و اليقظة، و قيل توزن نفس المؤمن و الكافر، و قيل الميزان واحد و الجمع باعتبار أنواع الأعمال و الأشخاص، و قيل الموازين متعدّدة بحسب ذلك،
11302 و قد ورد في الأخبار: انّ الأئمّة عليهم السّلام هم الموازين القسط فيمكن حملها على انّهم الحاضرون عندها و الحاكمون عليها، و عدم صرف ألفاظ القرآن عن حقائقها بدون حجّة قاطعة أولى [2].
أول من عمل المكيال و الميزان شعيب النبيّ عليه السّلام [3].