8909 مصباح الشريعة:قال الصادق عليه السّلام: فساد الظاهر من فساد الباطن و من أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته،و من خاف اللّه في السرّ لم يهتك ستره في العلانية، و أعظم الفساد أن يرضى العبد بالغفلة عن اللّه و هذا الفساد يتولّد من طول الأمل و الحرص و الكبر كما أخبر اللّه(عزّ و جلّ)في قصّة قارون في قوله: «وَ لاٰ تَبْغِ الْفَسٰادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» [2]و كانت هذه الخصال من صنع قارون و اعتقاده و أصلها من حبّ الدنيا و جمعها و متابعة النّفس و هواها و إقامة شهواتها و حبّ المحمدة و مرافقة الشيطان و اتباع خطواته و كلّ ذلك يجتمع تحت الغفلة عن اللّه و نسيان مننه،و علاج ذلك الفرار من الناس و رفض الدنيا و طلاق الراحة و الانقطاع عن العادات و قلع عروق منابت الشهوات بدوام الذكر للّه و لزوم الطاعة له و احتمال جفاء الخلق و ملازمة القربى و شماتة العدوّ من الأهل و القرابة فاذا فعلت ذلك فقد فتحت عليك باب عطف اللّه و حسن نظره إليك بالمغفرة و الرحمة و خرجت من جملة الغافلين و فككت قلبك من أسر الشيطان و قدمت باب اللّه في معشر الواردين إليه و سلكت مسلكا رجوت الاذن بالدخول على الكريم الجواد