نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 7 صفحه : 402
بالسلام و إن وعظ أنف من القبول و إن وعظ عنّف في النصح و إن ردّ عليه شيء من قوله غضب،و إن علّم لم يرفق بالمتعلّمين و استذلّهم و انتهرهم و امتنّ عليهم و استخدمهم و ينظر الى العامّة كما ينظر الى الحمير إستجهالا لهم و استحقارا،و هذا و إن كان دون الأول و الثاني فهو أيضا عظيم لأنّه نازع اللّه في صفة لا تليق الاّ بجلاله و انّه يدعو الى مخالفة اللّه تعالى في أوامره لأنّ المتكبّر إذا سمع الحقّ من عبد من عباد اللّه استنكف عن قبوله و يستهزء بجحده و لذلك ترى المناظرين في مسائل الدين يزعمون انّهم يتباحثون عن أسرار الدين ثمّ انّهم يتجاحدون تجاحد المتكبّرين و مهما انفتح الحقّ على لسان أحدهم،أنف الآخر من قبوله و يتشمّر لجحده و يحتال لدفعه و ذلك من أخلاق الكافرين و المنافقين،قال تعالى: «وَ قٰالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاٰ تَسْمَعُوا لِهٰذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ» [1]و قال(عزّ و جلّ):
«وَ إِذٰا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّٰهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ» [2]،ثمّ اعلم انّه لا يتكبّر الاّ من استعظم نفسه و لا يستعظمها الاّ و هو يعتقد لها صفة من صفات الكمال و مجامع ذلك يرجع الى كمال ديني أو دنيوي،و الديني هو العلم و العمل و الدنيوي هو النسب و الجمال و القوّة و المال و كثرة الأنصار،و الآيات و الأخبار في ذمّ الكبر و مدح التواضع أكثر من أن يحصى [3].
آفة الكبر في العالم و العابد
اعلم انّ آفة الكبر في العالم و العابد على ثلاث درجات:
الأولى:أن يكون الكبر مستقرّا في قلبه يرى نفسه خيرا من غيره الاّ انّه يجتهد و يتواضع و يفعل فعل من يرى غيره خيرا من نفسه و هذا قد رسخت شجرة الكبر