نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 6 صفحه : 515
8274 الكافي:عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: مرّ عيسى بن مريم عليهما السّلام على قرية قد مات أهلها و طيرها و دوابّها فقال:أما انّهم لم يموتوا الاّ بسخطه و لو ماتوا متفرّقين لتدافنوا، فقال الحواريّون:يا روح اللّه و كلمته،ادع اللّه أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها،فدعى عيسى عليه السّلام ربّه فنودي من الجوّ أن نادهم،فقام عيسى عليه السّلام بالليل على شرف من الأرض فقال:يا أهل هذه القرية،فأجابه منهم مجيب:لبّيك يا روح اللّه و كلمته،فقال:و يحكم ما كانت أعمالكم؟قال:عبادة الطاغوت و حبّ الدنيا مع خوف قليل و أمل بعيد في غفلة و لهو و لعب،فقال:كيف كان حبّكم للدنيا؟قال:كحبّ الصبيّ لأمّه،إذا أقبلت علينا فرحنا و سررنا و إذا أدبرت عنّا بكينا و حزنّا،قال:كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟قال:الطاعة لأهل المعاصي،قال:
كيف كانت عاقبة أمركم؟قال:بتنا ليلة في عافية و أصبحنا في الهاوية،قال:و ما الهاوية؟قال:سجّين،قال:و ما سجّين؟قال:جبال من جمر توقد علينا الى يوم القيامة،قال:فما قلتم و ما قيل لكم؟قال:قلنا:ردّنا الى الدنيا فنزهد فيها،قيل لنا:
كذبتم،قال:و يحك كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم؟قال:يا روح اللّه و كلمته، انّهم ملجمون بلجام من نار بأيدي ملائكة غلاظ شداد و انّي كنت فيهم و لم أكن عنهم [1]فلمّا نزل العذاب عمّني معهم فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنّم لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها،فالتفت عيسى عليه السّلام الى الحواريّين فقال:يا أولياء اللّه،أكل الخبز اليابس بالملح الجريش و النوم على المزابل خير كثير مع عافية الدنيا و الآخرة [2].