العصفور بضمّ العين و الأنثى عصفورة و يتميّز الذكر منهما بلحية سوداء كالرجل و التيس و الديك،و ليس في الأرض حيوان أحنى منه على ولده و لا أشدّ له عشقا، و إذا خلت مدينة عن أهلها ذهبت العصافير منها فإذا عادوا عادت،و هو لا يعرف المشي بل يثب وثبا و هو كثير السفاد فربّما سفد في ساعة واحدة مائة مرّة و لذلك قصر عمره فانّه لا يعيش في الغالب أكثر من سنة،و هو أنواع منها ما يطرب بصوته و منها ما يعجب بحسنه و صوته و من أنواعه عصفور الشوك و مأواه السباخ،و زعم أرسطو انّ بينه و بين الحمار عداوة لأنّ الحمار إذا كان به دبر حكّه بالشوك الذي يأوي إليه هذا العصفور فيقتله،و ربّما نهق الحمار فتسقط فراخه أو بيضه من جوف وكره فكذلك هذا العصفور إذا رأى الحمار رفرف فرق رأسه و على عينه و آذاه بطيرانه و صياحه،و من أنواعه القبّرة و البلبل و الصعوة و العندليب و الصافر.
7831 روي:
أنّه مرّ سليمان بن داود عليهما السّلام بعصفور يدور حول عصفورة فقال لأصحابه:أ تدرون ما يقول؟قالوا:ما يقول يا نبيّ اللّه؟قال:يخطبها الى نفسه و يقول:تزوّجيني أسكنك أيّ قصور دمشق شئت،قال سليمان:و قصور دمشق مبنيّة بالصخر لا يقدر أن يسكنها لكن كلّ خاطب كذّاب [3].