responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 4  صفحه : 353

مالك،و كانت لابن سيرين يد طولى في تعبير الرؤيا و ينقل عنه في ذلك قضايا عجيبة،و كان ذلك صادرا عن ذوق سليم و فكر ثاقب فانّه كان يطبّق حوادث الرؤيا على ما يشاكلها من الحقايق و تارة يطبّقها على ما يستفاد من عبارات القرآن الكريم أو الحديث،فكان أكثر ما يفسّره ابن سيرين استنادا على هذين الوجهين يصدق حيث يكون للرؤيا محلّ للتصديق،كما روي انّه سأله رجل عن الأذان فقال:الحجّ، و سأله آخر فأوّل بقطع السرقة،و قال:رأيت الأوّل في سيماء حسنة فأوّلت: «وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ» [1]و لم أرض هيئة الثاني فأوّلت: «أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ» [2]،الى غير ذلك ممّا هو مذكور في [3].

و حكي انّه قالت له امرأة:رأيت كأنّي أضع البيض تحت الخشب فتخرج فراريج،فقال ابن سيرين:ويلك اتّقي اللّه فانّك امرأة توفقين بين الرجال و النساء فيما لا يحبّه اللّه(عزّ و جلّ)،فقيل له:من أين أخذت ذلك؟قال:من قوله تعالى في النساء: «كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ» [4]و شبّه المنافقين بالخشب: «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ» [5]فالبيض النساء و الخشب هم المفسدون و الفراريج هم أولاد الزنا؛ و كان بينه و بين الحسن البصري من المنافرة ما هو مشهور بحيث قيل:جالس إمّا الحسن أو ابن سيرين،توفّي سنة(110)عشر و مائة بعد الحسن بمائة يوم و هذا كما يحكى عن جرير و الفرزدق فانّه كان بينهما من المنافرة و المهاجاة كما كان بين الحسن و ابن سيرين،فلمّا مات الفرزدق و بلغ خبره جريرا بكى و قال:أما و اللّه اني لأعلم اني قليل البقاء بعده و لقد كان نجمنا واحدا و كان كلّ واحد منّا مشغول بصاحبه و قلّ ما مات ضدّ أو صديق الاّ و تبعه صاحبه،و كان كذلك فانّه مات


[1] سورة الحجّ/الآية 27.

[2] سورة يوسف/الآية 70.

[3] ق:451/45/14،ج:222/61.

[4] سورة الصافّات/الآية 49.

[5] سورة المنافقون/الآية 4.

نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 4  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست