فأمّا من بقي السنين الكثيرة لا يعلم ثمّ يطلب العلم فيناله من جهة غيره على قدر ما يجوز أن يناله منه فليس ذلك من الراسخين،يقال رسخت عروق الشجر في الأرض و لا يرسخ الاّ صغيرا.
و الأئمة الاثنى عشر عليهم السّلام ما نقل عن واحد منهم انّه قعد عند معلّم و لا تردّد الى فقيه و لا الى محدّث،فعلم اللّه تعالى انّ المبطل يقول:كلّ واحد منهم تعلّم من أبيه فقبض اللّه الرضا عليه السّلام و لولده الجواد عليه السّلام ثمان سنين و قبض الجواد عليه السّلام و لولده الهادي عليه السّلام ثمان سنين و مع هذا لم يقصرا عن علم آبائهما عليهما السّلام و لا تردّدا الى معلّم و لا فقيه و لا أخذا عن أحد شيئا من العلم،بل كان علمهم عليهم السّلام إفاضة من اللّه تعالى و كذلك علم أمير المؤمنين عليّ ما يخلو أن يكون إفاضة من اللّه تعالى بدعاء الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسرى ذلك في ولده عليهم السّلام،أو انّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أطلعه على أسرار و علوم ما أطلع عليها غيره من القرابة و الصحابة،و كلا الوجهين يدلاّن على فضل عظيم و خطر جسيم.
رسطلس:
أرسطاطاليس الحكيم
مدح أرسطاطاليس بالديانة و انّه ردّ على الدهريّين في آخر توحيد المفضّل [2].
كلام الرازيّ في انّ الاسكندر ذا القرنين كان تلميذا لأرسطاطاليس الحكيم و كان على مذهبه،فتعظيم اللّه إيّاه يوجب الحكم بأنّ مذهب أرسطاطاليس حقّ و صدق، و كلام المجلسي في انّ ذا القرنين هو غير الاسكندر [3].