نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 3 صفحه : 123
و في ذمّ تركها و الرهبانية و قد قال اللّه تعالى: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّٰهِ» [1]الآية.
الدنيا المذمومة
اذا عرفت ذلك فاعلم انّ الذي يظهر من الآيات و الأخبار على ما نفهمه انّ الدنيا المذمومة مركّبة من مجموع أمور يمنع الإنسان من طاعة اللّه و حبّه و تحصيل الآخرة،فالدنيا و الآخرة ضرّتان متقابلتان فكلّما يوجب رضا اللّه و قربه من الآخرة، و إن كان بحسب الظاهر من أعمال الدنيا كالتجارات و الزراعات و الصناعات التي تكون المقصود منها المعيشة للعيال و صرفها في وجوه البرّ و أمثال ذلك فانّها من الآخرة،و الرياضات المبتدعة و الأعمال الريائية و إن كان مع الترهّب و أنواع المشقة فانّها من الدنيا لأنّها ممّا يبعد عن اللّه،فربّ مترهّب متقشّف يعتزل الناس و يعبد اللّه ليلا و نهارا و هو أحبّ الناس للدنيا،و انّما يفعل ذلك ليخدع الناس و يشتهر بالزهد و الورع و ليس في قلبه الاّ حبّ قلوب الناس،و يحبّ المال و الجاه و العزّة أكثر من ساير الخلق،و ربّ تاجر طالب للأجر يعدّه الناس شيئا و هو من الطالبين للآخرة لصحّة نيّته و عدم حبّه للدنيا [2].
3675 و فيما وعظ لقمان ابنه قال: و لا تكن في هذه الدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر فأكلت حتّى سمنت فكان حتفها عند سمنها [3].
3676 الكافي:عن الصادق عليه السّلام: فيما ناجى اللّه(عزّ و جلّ)به موسى عليه السّلام:يا موسى لا تركن الى الدنيا ركون الظالمين و ركون من اتّخذها أبا و أمّا، الى أن قال: و اعلم انّ كلّ فتنة بدوها حبّ الدنيا،و لا تغتبط [4]أحدا بكثرة المال فانّ مع كثرة المال تكثر