نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 3 صفحه : 111
فألبسه الدرع و ألقى عليه العمامة و السيف ثمّ قال:انهض،فلم يطق النهوض، فأخذ السيف منه و قال له انهض بالعمامة فأراد النهوض فلم يقدر و بقي متحيّرا،ثم قال عليه السّلام له:يا عمّ،و هذه البغلة بالباب لي خاصّة و لولدي فإن أطقت ركوبها فاركبها،فخرج و معه عدويّ فقال له:يا عمّ رسول اللّه،خدعك عليّ فيما كنت فيه فلا تخدع نفسك في البغلة،اذا وضعت رجلك في الركاب فاذكر اللّه و سمّ و اقرأ:
«إِنَّ اللّٰهَ يُمْسِكُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولاٰ» [1]فلمّا نظرت إليه البغلة مقبلا مع العباس نفرت و صاحت صياحا ما سمعناه منها قطّ،فوقع العباس مغشيا عليه و اجتمع الناس و أمر بامساكها فلم يقدر عليها،ثمّ انّ عليّا عليه السّلام دعا البغلة باسم ما سمعناه فجاءت خاضعة ذليلة فوضع رجله في الركاب و وثب عليها راكبا [2].
أقول: قال في مجمع البحرين: و الدلدل عظيم القنافذ و به سمّيت بغلة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم التي أهديت له،و إنّما شبّهت بالقنفذ لأنّه أكثر ما يظهر بالليل و لأنّه يخفي رأسه في جسده ما استطاع، و عن الجاحظ: الفرق بين الدلدل و القنافذ كالفرق بين البقر و الجاموس و البخاتي و الغراب و هو كثير في بلاد الشام و العراق و بلاد العرب.
دلف:
أبو دلف
أبو دلف بضمّ الدال المهملة و فتح اللام هو قاسم بن عيسى العجليّ،كان سيّد أهله و رئيس عشيرته من عجل و غيرها من ربيعة،و كان معدودا من الأمراء،و كان شاعرا مجيدا شجاعا بطلا،حكي انّه طعن فارسا فنفذت الطعنة الى أن وصل السنان آخرا كان خلفه فقتلهما فقال بكر بن بطاح:
قالوا و ينظم فارسين بطعنة يوم الهياج و ما تراه كليلا
لا تعجبوا ألوان طول قناته ميل إذا نظم الفوارس ميلا