نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 2 صفحه : 681
للخلق انّ اللّه يحبّ مكارم الأخلاق و يبغض سفاسفها.
3086 و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم: بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق. ثمّ رغّب الخلق في ذلك أشدّ ترغيب.
أقول: و لنشرع الى جملة من محاسن أخلاقه صلّى اللّه عليه و آله و سلم التي التقطتها من الأخبار و من كتب علماء الفريقين فنذكرها ملخّصا و من اللّه التأييد:
حلمه و عفوه صلّى اللّه عليه و آله و سلم
امّا الحلم و الاحتمال و العفو مع القدرة و الصبر على ما يكره فهذا كلّه ممّا أدّب اللّه تعالى به نبيّه فقال(عزّ و جلّ): «خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجٰاهِلِينَ» [1]،و لا خفاء بما يؤثر من حلمه و احتماله،و انّ كلّ حليم قد عرفت منه زلّة و حفظت عنه هفوة و هو صلّى اللّه عليه و آله و سلم لا يزيد مع كثرة الأذى الاّ صبرا و على سفه الجاهل الاّ حلما.
تحمّله صلّى اللّه عليه و آله و سلم الأذى
3087 قال القاضي عياض في(الشفاء):و روي: انّه لمّا كسرت رباعيته و شجّ وجهه يوم أحد شقّ ذلك على أصحابه شديدا و قالوا:لو دعوت عليهم،فقال:انّي لم أبعث لعّانا و لكنّي بعثت داعيا و رحمة،اللّهم إهد قومي فانّهم لا يعلمون. ثم قال القاضي بعد رواية أخرى قريبة من ذلك:انظر ما في هذا القول من جماع الفضل و درجات الإحسان و حسن الخلق و كرم النفس و غاية الصبر و الحلم،إذ لم يقتصر صلّى اللّه عليه و آله و سلم على السكوت عنهم حتّى عفى عنهم ثمّ أشفق عليهم و رحمهم و دعا و شفع لهم فقال:اللّهم اغفر أو اهد،ثمّ أظهر سبب الشفقة بقوله:(لقومي)ثمّ اعتذر عنهم بجهلهم فقال:(فإنّهم لا يعلمون).