نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 713
من الأمم الماضية و القرون الخالية الذين احتلبوا درّتها و أصابوا عزّتها و أفنوا عدّتها،و أخلقوا جدّتها،أصبحت مساكنهم أجداثا و أموالهم ميراثا لا يعرفون من أتاهم و لا يحفلون من نكاهم و لا يجيبون من دعاهم [1].
1602 عن الصادق عليه السّلام قال: مرّ بي أبي و أنا بالطواف و أنا حدث،و قد اجتهدت في العبادة،فرآني و أنا اتصابّ عرقا فقال لي:يا جعفر يا بنيّ،انّ اللّه إذا أحبّ عبدا أدخله الجنّة و رضي منه باليسير؛و نحوه رواية أخرى [2].
أبو ميسرة العابد
أقول: حكي عن بعضهم قال:رأيت أبا ميسرة العابد و قد بدت أضلاعه من الاجتهاد،فقلت:يرحمك اللّه انّ رحمة اللّه واسعة،فغضب و قال:هل رأيت ما يدلّ على القنوط، «إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» ،فأبكاني و اللّه كلامه،فلينظر العاقل الى حال الرسل و الأبدال و الأولياء و اجتهادهم في الطاعات و صرفهم العمر في العبادات لا يفترون عنها ليلا و لا نهارا أ ما كان لهم حسن ظنّ باللّه؟بلى و اللّه انّهم كانوا أعلم بسعة رحمة اللّه و أحسن ظنّا بجوده من كلّ ظانّ،و لكن علموا انّ ذلك بدون الجدّ و الاجتهاد أمنية محضة و غرور بحت،فأجهدوا أنفسهم في العبادة و الطاعة ليتحقّق لهم الرجاء الذي هو من أحسن البضاعة.
ذكر اختلاف المسلمين في جواز الاجتهاد على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أمور الدين و الدنيا و انّه نفاه أصحابنا الإماميّة رأسا و لم يجوّزوه له صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك مطلقا و تفصيل الكلام في ذلك [3].