responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 378

الخطبة القاصعة

849 نهج البلاغة: الحمد للّه الذي لبس العزّ و الكبرياء،و اختارهما لنفسه دون خلقه، و جعلهما حمى و حرما على غيره،و اصطفاهما لجلاله،و جعل اللعنة على من نازعه فيهما من عباده،ثمّ اختبر بذلك ملائكته المقرّبين ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين،فقال سبحانه و هو العالم بمضمرات القلوب و محجوبات الغيوب:انّي خالق بشرا من طين،فإذا سوّيته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين،فسجد الملائكة كلّهم أجمعون الاّ إبليس اعترضته الحميّة فافتخر على آدم بخلقه،و تعصّب عليه لأصله،فعدوّ اللّه إمام المتعصبين و سلف المستكبرين، الذي وضع أساس العصبيّة و نازع اللّه رداء الجبريّة،و ادّرع لباس التعزز،و خلع قناع التذلل،ألا ترون كيف صغّره اللّه بتكبّره،و وضعه بترفّعه،فجعله في الدنيا مدحورا،و أعدّ له في الآخرة سعيرا،و لو أراد اللّه سبحانه أن يخلق آدم من نور يختطف الأبصار ضياؤه،و يبهر العقول رواؤه [1]،و طيب يأخذ الأنفاس عرفه، لفعل،و لو فعل لظلّت له الأعناق خاضعة،و لخفّت البلوى فيه على الملائكة، و لكنّ اللّه سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله تمييزا بالإختبار لهم،و نفيا للإستكبار عنهم،و إبعادا للخيلاء منهم،فاعتبروا بما كان من فعل اللّه بابليس،إذ أحبط عمله الطويل و جهده الجهيد،و كان قد عبد اللّه ستّة آلاف سنة،لا يدرى أمن سنيّ الدنيا أم من سنيّ الآخرة عن كبر ساعة واحدة،فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللّه سبحانه بمثل معصيته،كلاّ ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج منها ملكا،انّ حكمه في أهل السّماء و أهل الأرض لواحد،و ما بين اللّه و بين أحد من خلقه هوادة [2]في إباحته حمى حرّمه اللّه على العالمين.فاحذروا،عباد اللّه،عدوّ


[1] أي المنظر الحسن.

[2] أي الميل و الصلح.

نام کتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست