و من خطبة له (ع) (37)
يجرى مجرى الخطبة و فيه يذكر فضائله عليه السلام قاله بعد وقعة النهروان
فَقُمْتُ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَ تَطَلَّعْتُ حِينَ تَقبَّعُوا وَ نَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا، وَ مَضَيْتُ بِنُورِ اللَّهِ حِينَ وَقَفُوا. وَ كُنْتُ أخْفَضَهُمْ صَوْتاً، وَ أَعْلَاهُمْ فَوْتاً، فَطِرْتُ بِعِنَانِها، وَ اسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِها. كالْجَبَلِ لَا تُحَرّكُهُ الْقَوَاصِفُ، وَ لَا تُزِيلُهُ الْعَواصِفُ. لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيَّ مَهْمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِىَّ مَغْمَزٌ. الذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ لَهُ، وَ الْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ. رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَ سَلَّمْنا لِلَّهِ أَمْرَهُ، أَتَرَاني أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ؟ وَ اللَّهِ لَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ، فَلَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ. فَنَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَإِذَا طَاعَتي قد سَبَقَتْ بَيْعَتي، وَ إِذَا الْمِيثَاقُ فِي عُنُقِي لِغَيْرِي.
و من خطبة له (ع) (38)
و فيها علّة تسمية الشبهة شبهة ثمّ بيان حال الناس فيها
وَ إِنَّما سُمَّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لِأَنَّها تُشْبِهُ الْحَقَّ: فَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَضِيَاؤُهُمْ فيهَا الْيَقِينُ، وَ دَلِيلُهُمْ سَمْتُ الْهُدَى وَ أَمَّا أَعْدَاءُ اللَّهِ فَدُعَاؤُهُمْ فِيَها الضَّلالُ، وَ دَلِيلُهُمُ الْعَمَى، فَما يَنْجُو مِنَ الْمَوْتِ مَنْ خَافَهُ، وَ لَا يُعْطَى الْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ.