وَ إِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تُقِيمُوا فَأُقِيمُوا، فَإِنَّهُ لَايُقْدِمُ وَلَا يُحْجِمُ، وَ لَايُؤَخِّرُ وَ لَايُقَدِّمُ إِلَّا عَنْ أَمْرِي؛ وَ قَدْ آثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِي لِنَصِيحَتِهِ لَكُمْ، وَ شِدَّةِ شَكِيمَتِهِ عَلَى عَدُوِّكُمْ.
و من كتاب له (ع) (39)
إلى عمرو بن العاص
فَإِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ دِينَكَ تَبَعاً لِدُنْيَا امْرِيءٍ ظَاهِرٍ غَيُّهُ، مَهْتُوكسِتْرُهُ، يَشِينُ الْكَرِيمَ بِمَجْلِسِهِ، وَ يُسَفِّهُ الْحَلِيمَ بِخِلْطَتِهِ، فَاتّبَعْتَ أَثَرَهُ، وَ طَلَبْتَ فَضْلَهُ؛ اتِّبَاعَ الْكَلْبِ لِلضِّرْغَامِ يَلُوذُ بِمَخَالِبِهِ، وَ يَنْتَظِرُ مَا يُلْقَى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِ فَرِيسَتِهِ فَأَذْهَبْتَ دُنْيَاكوَ آخِرَتَكَ! وَ لَوْ بِالْحَقِّ أَخَذْتَ أَدْرَكْتَ مَا طَلَبْتَ. فَإِنْ يُمَكِّنِّي اللَّهُ مِنْكَ وَ مِنِ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَجْزِكُمَا بِمَا قَدَّمْتَما، وَ إِنْ تُعْجِزَا وَ تَبْقَيَا فَمَا أَمَامَكُمَا شَرٌّ لَكُمَا، وَالسَّلَامُ.
و من كتاب له (ع) (40)
إِلى بعض عمّاله
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ أَمْرٌ، إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَهُ فَقَدْ أَسْخَطْتَ رَبَّكَ، وَ عَصَيْتَ إِمَامَكَ، وَ أَخْزَيْتَ أَمَانَتَكَ.
بَلَغَنِي أَنَّكَ جَرَّدْتَ الْأَرْضَ فَأَخَذْتَ مَا تَحْتَ قَدَمَيْكَ، وَ أَكَلْتَ مَا تَحْتَ يَدَيْكَ، فَارْفَعْ إِلَيَّ حِسَابَكَ، وَ اعْلَمْ أَنَّ حِسَابَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، وَالسَّلَامُ.