اللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَيْكَ مِنْ تَحْتِ الْأَسْتَارِ وَ الْأَكْنَانِ، وَ بَعْدَ عَجِيجِ الْبَهَائِمِ وَ الْوِلْدَانِ، رَاغِبِينَ فِي رَحْمَتِكَ، وَ رَاجِينَ فَضْلَ نِعْمَتِكَ، وَ خَائِفِينَ مِنْ عَذَابِكَ وَ نِقْمَتِكَ.
اللَّهُمَّ فَاسْقِنَا غَيْثَكَ، وَ لَاتَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، وَ لَاتُهْلِكْنَا بِالسِّنِينَ، «وَ لَاتُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا» يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَيْكَ نَشْكُو إِلَيْكَ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ، حِينَ أَلْجَأَتْنَا الْمَضَايِقُ الْوَعْرَةُ، وَ أَجَاءَتْنَا الْمَقَاحِطُ الُمجْدِبَةُ، وَ أَعْيَتْنَا الْمَطَالِبُ الْمُتَعَسِّرَةُ، وَ تَلَاحَمَتْ عَلَيْنَا الْفِتَنُ الْمُسْتَصْعِبَةُ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَلَّا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ، وَ لَاتَقْلِبَنَا وَاجِمِينَ، وَ لَاتُخَاطِبَنَا بِذُنُوبِنَا، وَ لَاتُقَايِسَنَا بِأَعْمَالِنَا. اللَّهُمَّ انْشُرْ عَلَيْنَا غَيْثَكَ وَ بَرَكَتَكَ، وَ رِزْقَكَ وَ رَحْمَتَكَ؛ وَ اسْقِنَا سُقْيَا نَاقِعَةً مُرْوِيَةً مُعْشِبَةً، تُنْبِتُ بِهَا مَا قَدْ فَاتَ، وَ تُحْيِي بِهَا مَا قَد مَاتَ. نَافِعَةَ الْحَيَا، كَثِيرَةَ الُمجْتَنَى، تُرْوِي بِهَا الْقِيعَانَ، وَ تُسِيلُ الْبُطْنَانَ، وَ تَسْتَوْرِقُ الْأَشْجَارَ، وَ تُرْخِصُ الْأَسْعَارَ؛ «إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ».
و من خطبة له (ع) (144)
في مبعث الرسل و فضل آل البيت
مبعث الرسل عليهم السلام
بَعَثَ اللَّهُ رُسُلَهُ بِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ وَحْيِهِ، وَ جَعَلَهُمْ حُجَّةً لَهُ عَلَى خَلْقِهِ، لِئَلَّا تَجِبَ الْحُجَّةُ لَهُمْ بِتَرْكِ الْإِعْذَارِ إِلَيْهِمْ، فَدَعَاهُمْ بِلِسَانِ الصِّدْقِ إِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ. أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ كَشَفَ الْخَلْقَ كَشْفَةً؛ لَاأَنَّهُ جَهِلَ مَا أَخْفَوْهُ مِنْ مَصُونِ أَسْرَارِهِمْ وَ مَكْنُونِ ضَمَائِرِهِمْ؛