و من خطبة له (ع) (141)
في النهي عن سماع الغيبة و في الفرق بين الحقّ و الباطل
أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَرَفَ مِنْ أَخِيهِ وَثِيقَةَ دِينٍ وَ سَدَادَ طَرِيقٍ، فَلَا يَسْمَعَنَّ فِيهِ أَقَاوِيلَ الرِّجَالِ. أَمَا إِنَّهُ قَدْ يَرْمِي الرَّامِي، وَ تُخْطِئُ السِّهَامُ، وَ يُحِيلُ الْكَلَامُ، وَ بَاطِلُ ذلِكَ يَبُورُ، وَ اللَّهُ سَمِيعٌ وَ شَهِيدٌ. أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ إِلَّا أَرْبَعُ أَصَابِعَ.
فَسُئِل، عليه السلام، عَن مَعْنى قولِهِ هذَا، فجمع أَصابِعَهُ وَ وَضعهَا بين أُذُنِهِ وَ عَيْنِهِ ثمَّ قَالَ: الْبَاطِلُ أَنْ تَقُولَ: سَمِعْتُ، وَ الْحَقُّ أَنْ تَقُولَ: رَأَيْتُ!
و من خطبة له (ع) (142)
المعروف في غير أهله
وَ لَيْسَ لِوَاضِعِ الْمَعْرُوفِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ، مِنَ الْحَظِّ فِيَما أَتَى إِلَّا مَحْمَدَةُ اللِّئَامِ، وَ ثَنَاءُ الْأَشْرَارِ، وَ مَقَالَةُ الْجُهَّالِ، مَادَامَ مُنْعِماً عَلَيْهِمْ: مَا أَجْوَدَ يَدَهُ! وَ هُوَ عَنْ ذَاتِ اللَّهِ بَخِيلٌ!