قال السيد الشريف الرضي: و قد تقدم مختار هذه الخطبة، إلا أننى وجدتها فى هذه الرواية على خلاف ما سبق من زيادة و نقصان، فأوجبت الحال إثباتها ثانية.
و من خطبة له (ع) (105)
في بعض صفات الرسول الكريم و تهديد بني أمية وعظة الناس
الرسول الكريم
حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله، شَهِيداً، وَ بَشِيراً، وَ نَذِيراً، خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلًا، وَ أَنْجَبَهَا
كَهْلًا، وَ أَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وَ أَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً.
بنو أمية
فَمَا احْلَوْلَتْ لَكُمُ الدُّنْيَا فِي لَذَّتِهَا، وَ لا تَمَكَّنْتُمْ مِنْ رَضَاعِ أَخْلَافِهَا، إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا صَادَفْتُمُوهَا جَائِلًا خِطَامُهَا، قَلِقاً وَضِينُهَا، قَدْ صَارَ حَرَامُهَا عِنْدَ أَقْوَامٍ بِمَنْزِلَةِ السَّدْرِ الَمخْضُودِ، وَ حَلَالُهَا بَعِيداً غَيْرَ مَوْجُودٍ، وَ صَادَفْتُمُوهَا، وَ اللَّهِ، ظِلًّا مَمْدُوداً إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ. فَالْأَرْضُ لَكُمْ شَاغِرَةٌ، وَ أَيْدِيكُمْ فِيها مَبْسُوطَةٌ؛ وَ أَيْدِي الْقَادَةِ عَنْكُمْ مَكْفُوفَةٌ، وَ سُيُوفُكُمْ عَلَيْهِمْ مُسَلَّطَةٌ، وَ سُيُوفُهُمْ عَنْكُمْ مَقْبُوضَةٌ، أَلا وَ إِنَّ لِكُلّ دَمٍ ثَائِراً، وَ لِكُلّ حَقٍّ طَالِباً، وَ إِنَّ الثَّائِرَ فِي دِمَائِنَا كَالْحَاكِمِ فِي حَقّ نَفْسِهِ، وَ هُوَ اللَّهُ الذّي لَا يُعْجِزُهُ مَنْ طَلَبَ، وَ لَا يَفُوتُهُ مَنْ هَرَبَ. فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ يَا بَني أُمَيَّةَ عَمَّا قَلِيلٍ لَتَعْرِفُنَّهَا فِي أَيْدي غَيْرِكُمْ وَ فِي دَارِ عَدُوّكُمْ! أَلَا إِنَّ أَبْصَرَ الْأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِي الْخَيْرِ طَرْفُهُ! أَلَا إِنَّ أَسْمَعَ الْأَسْمَاعِ مَا وَعَى التَّذْكِيرَ وَ قَبِلَهُ!