وَ مَا اعْتَقَبَتْ عَلَيْهِ أَطْبَاقُ الدَّيَاجِيرِ، وَ سُبُحَاتُ النُّورِ. وَ أَثَرِ كُلّ خَطْوَةِ، وَ حِسّ كُلّ حَرَكَةٍ، وَ رَجْعِ كُلّ كَلِمَةٍ، وَ تَحْرِيكِ كُلّ شَفَةٍ، وَ مُسْتَقَرّ كُلّ نَسَمَةٍ، وَ مِثْقَالِ كُلّ ذَرَّةٍ، وَ هَمَاهِمِ كُلّ نَفْسٍ هَامَّةٍ، وَ مَا عَلَيْهَا مِنْ ثَمَرِ شَجَرَةٍ، أَوْسَاقِطِ وَرَقَةٍ؛ أَوْ قَرَارَةِ نُطْفَةٍ، أَوْ نُقَاعَةِ دَمٍ وَ مُضْغَةٍ، أَوْ نَاشِئَةِ خَلْقٍ وَ سُلَالَةٍ؛ لَمْ يَلْحَقْهُ فِي ذلِكَ كُلْفَةٌ، وَ لَا اعْتَرَضَتْهُ فِي حِفْظِ مَا ابْتَدَعَ مِنْ خَلْقِهِ عَارِضَةٌ، وَ لَا اعْتَوَرَتْهُ فِي تَنْفِيذِ الْأُمُورِ وَ تَدَابِيرِ الَمخْلُوقِينَ مَلَالَةٌ وَ لَا فَتْرَةٌ، بَلْ نَفَذَهُمْ عِلْمُهُ، وَ أَحْصَاهُمْ عَدَدُهُ، وَ وَسِعَهُمْ عَدْلُهُ، وَ غَمَرَهُمْ فَضْلُهُ، مَعَ تَقْصِيرِهِمْ عَنْ كُنْهِ مَا هُوَ أَهْلُهُ.
دعاء
اللَّهُمَّ أَنْتَ أَهْلُ الْوَصْفِ الْجَمِيلِ، وَ التَّعْدَادِ الْكَثِيرِ، إِنْ تُؤَمَّلْ فَخَيْرُ مَأْمُولٍ، وَ إِنْ تُرْجَ فَخَيْرُ مَرْجُوّ. اللَّهُمَّ وَ قَدْ بَسَطْتَ لِي فِيَما لَا أَمْدَحُ بِهِ غَيْرَكَ، وَ لَا أُثْنِي بِهِ عَلَى أَحَدٍ سِوَاكَ، وَ لَا أُوَجّهُهُ إِلَى مَعَادِنِ الْخَيْبَةِ وَ مَوَاضِعِ الرّيبَةِ، وَ عَدَلْتَ بِلِسَانِي عَنْ مَدَائِحِ الْآدَمِيّينَ؛ وَ الثَّنَاءِ عَلَى الْمَرْبُوبِينَ الَمخْلُوقِينَ. اللَّهُمَّ وَ لِكُلّ مُثْنٍ عَلَى مَنْ أَثْنَى عَلَيْهِ مَثُوبَةٌ مِنْ جَزَاءٍ، أَوْ عَارِفَةٌ مِنْ عَطَاءٍ؛ وَ قَدْ رَجَوْتُكَ دَلِيلًا عَلَى ذَخَائِرِ الرَّحْمَةِ وَ كُنُوزِ الْمَغْفِرَةِ. اللَّهُمَّ وَ هذَا مَقَامُ مَنْ أَفْرَدَكَ بِالتَّوْحِيدِ الَّذِي هُوَ لَكَ، وَ لَمْ يَرَ مُسْتَحِقًّا لِهذِهِ الَمحَامِدِ وَ الْمَمَادِحِ غَيْرَكَ؛ وَ بِي فَاقَةٌ إِلَيْكَ لَا يَجْبُرُ مَسْكَنَتَهَا إِلَّا فَضْلُكَ، وَ لَايَنْعَشُ مِنْ خَلَّتِهَا إِلَّا مَنُّكَ وَجُودُكَ، فَهَبْ لَنَا فِي هذَا الْمَقَامِ رِضَاكَ، وَ أَغْنِنَا عَنْ مَدّ الْأَيْدِي إِلَى سِوَاكَ؛ «إِنَّكَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قدِيرٌ»!