responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 27

هل الثروة جيدة أو سيئة؟

إنّ المال جيد وسي‌ء! فإن استعمل بشكل سليم، وأنفق ما فاض على حاجة الإنسان في رفع حاجات الفقراء والمحتاجين، كما ذكرنا سابقاً، فهو جيد جدّاً، وإن تحول إلى مسيطر على الإنسان، يسلب إرادته ويخدعه، حتى يصل الأمر بالإخوة والأخوات إلى أن يتنازعوا بينهم على تقسيم إرث أبيهم القليل، أو يقطعوا علاقتهم لسنين طويلة من أجل مال الدنيا، أو يُخرجوا أمّهم من منزلهم على الرغم من وصية أبيهم بها ليقسموه فيما بينهم، فتعساً لهذا المال.

من الممكن للمال والثروة أن يكون سبباً للجنون، كما نرى مجانين الثروة في عالم اليوم، حيث سنشير إلى نماذج منهم:

أ) لقد قام أحد أثرياء أمريكا، ممن يمتلك طائرة خاصة، بتركيب مسبح في طائرته، حتى يسبح أثناء السفر والطيران!

ب) نموذج آخر هو أحد أثرياء الغرب الذي لم يكن يدري ماذا يصنع بأمواله بعد موته، حتى توصل أخيراً إلى حل غريب، بأن أوصى بكل أمواله بعد موته إلى كلبه وقطته اللذين كان يحبهما!

ج) نموذج ثالث لهذا الأمر، غني كان قد سافر إلى مكان ما، وأقام هناك في فندق وبعد عدّة أيّام من إقامته فيه، يسأله مدير الفندق: إلى متى سوف تقيمون في هذا الفندق؟ عندها يغضب هذا الثري من طرح هذا السؤال، ويسأل صاحبه غاضباً عن سعر الفندق، ثم يأمر مدير أعماله بدفع سعر الفندق إلى صاحبه بتوقيع شيك مصرفي بهذه البساطة!

هؤلاء هم مجانين الثروة، وهؤلاء هم الأشخاص الذين لا يتورعون عن القيام بأي شي‌ء للحصول على المال والثروة، حتى لو أدى ذلك إلى احتلال أفغانستان والعراق، بل وحتى القضاء عليهما، بل لو جرّ ذلك إلى إحراق العالم كلّه، وسلب الطمأنينة عنه، ماداموا يملؤون جيوبهم بالدولارات.

ممّا ذكر من مباحث نستنتج: لقد أعطى الإسلام للإنفاق أهميّة خاصة، وأوصى به على من يستحقون، ووجّه في كيفية الإنفاق وكميته، كما ذكرنا بالتفصيل سابقاً، ونظراً لأهميّة الإنفاق الكبيرة ومساعدة المحتاجين، من اللازم طرح مباحث أكثر وأوسع في هذا المجال، ولكن يلزم قبل ذلك ذكر مقدّمة حول تناسق القوانين التكوينية والتشريعية في الإنفاق.

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست