responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 100

في نظرنا فإنّ أحد أهم أسباب هذا الأمر يكمن في افول العواطف الإنسانية، لأنّ عالمنا المادي اليوم، للأسف الشديد، هو عالم مسخت فيه العواطف الإنسانية.

إنّ ما يهم العالم المادي هو كسب أكبر قدر من الدولارات والمناصب العالية، بأية وسيلة، إذ تعتبر أمريكا نفسها من وجهة نظرها دولة متقدمة، ولكن بناء على ما ورد في المصادر الإخبارية فإنّها قامت أخيراً ببيع ما قيمته (17) مليار دولار من السلاح للدول الأخرى، تلك الأسلحة التي لا تستهدف إلّا قتل الناس والقضاء على الحضارة البشرية، والدمار في نقاط العالم، فأصبحت نتيجة أعمال عدّة من العلماء الذين صنعوا هذه الأسلحة، والتجار الذين قاموا بتهيئة أسواق بيعها، والإدارة الأمريكية التي قامت بصفقات هذه الأسلحة، كله كان قتل ملايين من البشر، ولكن مقتل هؤلاء ليست له أهميّة عندهم، إذ إنّ المهم لديهم هو مبلغ (17) مليار دولار الذي دخل جيوبهم عن بيع هذه الأسلحة.

وبعد تجارة السلاح، تأتي تجارة المواد المخدرة من حيث كثرة دخلها وأرباحها التجارية، وللأسف الشديد فإنّ هناك بعض الدول المتورطة في مثل هذه التجارة التي لا نتيجة لها إلّا القضاء على الشباب المبتلين بها، ولكن مثل هذا الأمر ليست له أيّة أهميّة لعالم المادّة هذه الأيّام، إذ المهم عندهم هي الدولارات التي يحصلون عليها من بيع المواد المخدرة، نعم إنّ زيادة حجم الجرائم هي نتيجة موت العواطف البشرية، إذ في العالم المادي اليوم نلاحظ أنّه عندما يكبر الأولاد فإنّ آباءهم يتخلون عنهم ولا يحسون بأيّة مسؤولية تجاههم، وعندما يشيخ الآباء يقوم أولادهم بإرسالهم إلى دور العجزة، ولا يطمئنون عن أحوالهم عاماً بعد عام أبداً، وقد يقضون‌

أشهراً على فراش المرض أو في المستشفى دون أن يسأل عنهم أولادهم أو يزورونهم، ولكن بمجرّد موت الوالدين يظهر الأولاد، ولكن لا تخطئوا في التقدير، إنّهم لم يأتوا لإجراء مراسم الدفن والكفن وإقامة مجالس العزاء عليهم، بل ليبيعوا أعضاء أجساد آبائهم لكسب عدّة دولارات من ذلك!

إنّ هذه الثمار المرّة محصلة عالم اليوم التي ماتت فيها العواطف الإنسانية، والتي تدور على محور الدولار والقتل والنهب والمواد المخدرة والإرهاب وانعدام العاطفة والحنان!

نام کتاب : يسئلونك عن... نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست