responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 146

الحنفي وأدّت إلى نموّ وتكامل هذا المذهب بسبب تعامل الحكومة العثمانية مع الحكومات الغربية وتوجه الحكومة العثمانية لتدوين القوانين وتقنين المقرّرات والأحكام الفقهية، وقد شهد هذا العصر نموّاً جديداً في حركة الاجتهاد في دائرة الفقه الحنفي، رغم أنّ سائر المذاهب بقيت في حالة الركود والجمود.

يقول المحقّقون: «إنّ بداية هذا العصر تزامن مع ظهور مجلة الأحكام العدلية في عام 1286، وهذه المجلة في الحقيقة تمثّل دستوراً لعمل السلطة القضائية في المحاكم، حيث تمّ نشرها بواسطة جماعة على شكل قانون مدنيّ عام، وهذه الجماعة متشكّلة من سبعة عشر شخصاً برئاسة أحمد جودت باشا، ويقوم عملها على أساس الرأي والنظر وتقدّم إلى الجهات المسؤولة.

وهذه المجلة لها 1851 مادّة، وتتشكّل من مقدّمة وستّة عشر كتاباً، وهذه الكتب الستّة عشر عبارة عن:

البيوع، الإجارات، الكفالة، الحوالة، الرهن، الأمانة، الهبة، الغصب والإتلاف (كتاب واحد)، الشركة، الوكالة، الصلح والإبراء (كتاب واحد) الشفعة والحجر والإكراه (كتاب واحد)، الإقرار، الدعوى، القضاء، البيّنة والقسم (كتاب واحد)» [1].

خصائص المرحلة الخامسة:

إنّ أهم خصائص هذه المرحلة عبارة عن:

1. تفعيل المجامع الفقهية وتدوين الكتب الفقهية (في دائرة المذهب الحنفي).

2. ظهور مجلة «الأحكام العدلية» وتدوين القوانين العامة المدنية للمحاكم.

المرحلة السادسة: عصر اليقظة و إحياء باب الإجتهاد من جديد

بالرغم من أنّ الحركة الفقهية الجديدة بدأت منذ القرن الثالث عشر، وبظهور مجلة «الأحكام العدلية»، لكن المجامع الفقهية ومجالس الفتوى استمرّت بالعمل ولسنوات مديدة في دائرة المذهب الحنفي وهو المذهب الرسمي للحكومة العثمانية، إلى أن انطلق بعض المصلحين الإسلاميين من موقع كسر هذا الطوق والدعوة إلى الاستفادة من جميع المذاهب في عملية التقنين للأحكام الإسلامية.

وأوّل من تحرّك في هذا الخطّ- كما يقول بعض المفكرين- هو السيّد جمال‌الدّين الأسدآبادي (م 1314). حيث سعى في اقتباس الفقه من منابعه الأصلية وتحرّك لكسر الجمود على مذهب معين، ويعدّ السيّد جمال‌الدّين الأسدآبادي مؤسّس نهضة فكرية جديدة في الشرق، حيث تحوّل القرن الرابع عشر ببركته جهوده إلى عصر صحوة المسلمين ويقظتهم‌ [2].


[1]. انظر: المدخل الفقهي العام، ج 1، ص 196-/ 199؛ تاريخ الفقه الإسلامي، ص 106-/ 109؛ تاريخ التشريع الإسلامي، ج 2، ص 297-/ 302.

[2]. هناك اختلاف في موطن ومذهب السيد جمال الدين الأسدآبادي بين المؤرخين، فأكثر أهل السنّة يعتقدون بأنّه من أفغانستان وحنفي المذهب (انظر: دائرة معارف القرن العشرين، ج 3، ص 163؛ دائرة المعارف الإسلاميّة، ج 7، ص 95). ولكن بعض المحققين يعتقدون أنّه إيراني من مدينة أسد آباد في محافظة همدان حيث تيقع داره التي ولد فيها في هذه المدينة لحدّ الآن ويسكنها بعض أقربائه وأرحامه، ومن حيث المذهب فهو شيعيّ وإن تظاهر بأنّه حنفي من أجل هدف أكبر هو إيقاظ المسلمين، ولذلك كان يعرف نفسه بأنّه أفغاني لسببين:

الأول: أنّ أفغانستان كانت دولة ذات سيادة مستقلّة ولم تكن لها سفارة أو قنصلية في أي من البلدان الأخرى، ولذلك كان جمال الدين يشعر بالأمان من ملاحقة أعوان السلطة له، ولكن إذا كان يعرف نفسه بأنّه إيراني فربّما تلاحقه عناصر السفارة الإيرانية في ذلك البلد.

والآخر: أنّ علماء إيران كانوا في ذلك الزمان يواجهون حساسية كبيرة من قِبل العالم الإسلامي، ولذلك كان يعرف نفسه بأنّه أفغاني.

(انظر: أعيان الشيعة، ج 4، ص 206- 213؛ بيدارگران أقاليم قبله، (بالفارسية) تأليف محمّد رضا الحكيمي، ص 69- 81).

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست