طريق الوصول إلى مهمات علم الأصول(أصول الفقه بأسلوب حديث و آراء جديدة) ؛ ج1
؛ ص56
نّ المستفاد من جميع ذلك أنّ كتاب اللَّه تعالى بجميع ما أُنزل على رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله كان موجوداً بين الناس يستضاء بنور هدايته ويهتدي
بهداه، ولو كان الكتاب محرّفاً أو ناقصاً في شيء من آياته لما كان له هذه المنزلة
وتلك الآثار، خصوصاً قوله عليه السلام:
«وَكِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ
أَظْهُرِكُمْ»
شاهد لوجود جميع الكتاب بين أظهر الناس، واحتمال وقوع التحريف فيه بعد زمانه
عليه السلام منفي بالإجماع.
فتلخّص: أنّ الأدلّة متضافرة على بطلان مزعمة التحريف وأنّ كتاب اللَّه محفوظ
بين الامّة كما نزل على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مضافاً إلى الشهرة
القطعيّة بين علماء الفريقين ومحقّقيهم.
الثالث: أدلّة القائلين بالتحريف ونقدها:
وأدلّتهم ليست إلّاروايات أكثرها ضعيفة سنداً أو دلالة، مشوّهة مضيّفة، تشبّث
بها قليل من العامّة وكذا قليل من الأخباريين من الإماميّة نذكرها في ضمن طوائف مع
الجواب عنها:
الطائفة الاولى: الروايات الّتي لا شكّ في
كونها مجعولة مثل ما دلّ على حذف ثلث آيات الكتاب العزيز أو أكثر من ذلك وكذا ما
يدلّ على إسقاط آيات كثيرة من سورة واحدة، نظير ما روي عن أبي عبداللَّه عليه
السلام قال: «إنّ القرآن الذي جاء به جبرئيل إلى محمّد صلى الله عليه و آله سبعة
عشر ألف آية» [2]، وما
رواه العامّة عن زرّ قال: قال ابيّ بن كعب يا زرّ: كأيّنْ [3] تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: ثلاث وسبعين آية
وقال: إن كانت