خطاباته جميع
الناس إلى الأبد، ولذلك ورد الأمر بالترتيل عند قرائتها وإجابة خطاباتها بقول
القاري «لبّيك ربّنا» [1].
وكذا بالنسبة
إلى الروايات، لأنّ قسماً منها يكون من قبيل الكتب الّتي ليس المقصود بالإفهام
فيها شخصاً خاصّاً أو أشخاصاً معينين، وقسماً منها لا يكون كذلك إلّاأنّ وثاقة
الراوي وأمانته في النقل تقتضي نقل القرائن الّتي لها دخل في فهم المراد؛ بحيث
يعدّ عدم نقله إيّاها من الخيانة في النقل.
3. حجّية
ظواهر الكتاب بالخصوص
المشهور بين
أصحابنا الإماميّة حجّية ظواهر الكتاب مستقلًاّ وأنكرها جماعة من الأخباريين،
وقالوا بعدم حجّيتها قبل ورود تفسير من الأئمّة المعصومين عليهم السلام لعدّة من
الروايات الموهمة بظاهرها تخصيص عموم القاعدة الأوّليّة العقلائيّة الدالّة على
حجّية الظواهر، وتقييد إطلاق آيات عديدة من الكتاب العزيز الدالّة على حجّية
ظواهره، كقوله تعالى: «قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّه نُورٌ وَكِتَابٌ
مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّه مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ
وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»[2]، وقوله تعالى:
«وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*
عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُبِينٍ»[3] وقوله تعالى: «أَفَلا يَتَدَبَّروُنَ
الْقُرآنَ أَم على قُلوُبٍ أَقْفالُها»[4]
بخصوص الأئمّة المعصومين عليهم السلام وأنّهم مخاطبون بها [5].
ولكن لا
دلالة لهذه الروايات على مختارهم، خصوصاً بعد ملاحظة كثير من
[1]. وسائل الشيعة، ج 4، كتاب الصلاة، أبواب
القراءة في الصلاة، الباب 18، ح 1