نعم، اسم الإشارة يدلّ على الإشارة وتعيين المشار إليه فقط، وأمّا ضمير
المخاطب والمتكلّم فمضافاً إلى دلالتهما على الإشارة، يدلّان على كون المشار إليه
مخاطباً أو متكلّماً.
9. الكلام في الموصولات
قال في تهذيب الاصول ما حاصله: «إنّ في الموصولات أيضاً نوعاً من الإشارة
فمعانيها معان إيجاديّة، وضعت لإيجاد الإشارة إلى مبهم يتوقّع رفع إبهامه بالصلة» [1].
أقول: وزان الموصولات وزان ضمائر الغيبة ولا تدلّ
على الإشارة أصلًا، والشاهد على ذلك قيام اسم الظاهر مقامها، فيقال بدل «جاء الذي
قتل عمراً»: «جاء قاتل عمرو» وهي بذواتها مبهمة من جميع الجهات إلّا من ناحية
الصلة وإلّا من ناحية الإفراد والتثنيّة والجمع والتذكير والتأنيث.
فالمعلوم عندنا من «الذي» في المثال هو ذات مبهمة من جميع الجهات إلّامن ناحية
اتّصافها بأنّها قاتل عمرو، ولذلك يقوم وصف «القاتل» مقامها، والظاهر أنّ الموضوع
له فيها أيضاً خاصّ.
10. في وضع الهيئات والمركّبات
إنّ لنا أربع أنحاء من الهيئة:
الأوّل: هيئات المفردات نحو هيئات الصفات مثل هيئة اسم
الفاعل أو المفعول.